البابا لاوون يعبّر عن قربه العميق من الشعب الفلسطينيّ في غزّة

البابا لاوون صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا لاوون صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

عبّر البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان عن قربه العميق من الشعب الفلسطيني في غزّة، والذي يعيش الخوف وظروفًا لا تُحتمل، ويُجبَر على النزوح مرّة أخرى من أرضه.

في نهاية المقابلة العامّة الأسبوعيّة، أكّد الأب الأقدس، أمام الله القدير القائل: «لا تقتل» وتحت أنظار التاريخ الإنساني كلّه، أنّ لكلّ إنسان كرامة غير قابلة للمسّ يجب احترامها وصونها. وجدّد نداءه لوقف النار، وإطلاق سراح الرهائن، والوصول إلى حلّ دبلوماسي تفاوضي، والتزام القانون الإنساني الدولي بالكامل. ودعا إلى الاتحاد معه في الصلاة الحارة كي يُشرق قريبًا فجر سلام وعدالة.

وبعدما قضى الحبر الأعظم يومه أمس في القصر الحبري في بلدة كاستل غاندولفو المجاورة لروما، عبّر عن قلقه، عند مغادرته المكان مساءً، إزاء عدم وجود مكان يلجأ إليه سكّان غزّة. وقال إنّه تحدّث إلى كاهن رعيّة العائلة المقدّسة للاتين في القطاع. وأضاف أنّ اللاجئين إلى الكنيسة الرعائيّة يرغبون في البقاء هناك حاليًّا، وما زالوا صامدين لكن «يجب حقًّا إيجاد حلّ آخر».

البابا لاوون صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

تأمّل السبت العظيم

في خلال المقابلة العامّة، دعا لاوون إلى تأمّل سرّ سبت النور. وشرح أنّ في ذلك اليوم رقد ابن الله في القبر. إنّما غياب المسيح ليس فراغًا، بل انتظار وامتلاء محجوب ووعد محفوظ في الظلمة.

إنّ سبت النور، وفق تعبيره، يوم الصمت العظيم، لكن فيه يتحقق أعمق سرّ في الإيمان المسيحي. فذلك اليوم كرحم أمّ تحمل طفلًا لم يولد بعد، لكنّه حيّ بالفعل. وزاد الأب الأقدس أنّ السبت المقدّس يوم راحة. وهكذا فعل ابن الله، بعدما أكمل عمله الخلاصيّ، استراح لا استسلامًا بل حبًّا حتى النهاية.

يسوع وجه إله وديع

أشار الحبر الأعظم إلى أنّنا نجد صعوبة في التوقّف والاستراحة، كأنّ الحياة لا تكفينا أبدًا. ورأى أنّ السبت المقدّس يدعونا إلى اكتشاف أنّ الحياة غير قائمة دائمًا على ما نعمله، بل أيضًا على كيفيّة وداعنا لما استطعنا إنجازه؛ فأوقات الفراغ يمكن أن تصبح رَحمًا للقيامة.

وأردف البابا أنّ يسوع، المدفون في الأرض، هو الوجه الوديع لإله لا يحتلّ كلّ شيء. فهو إله يفسح المجال ويتنحّى تاركًا لنا الحرية. وزاد أنّ الرجاء المسيحي لا يولد في الضجيج، بل في صمت انتظارٍ يسكنه الحبّ… وحتّى في القبر، يُعدّ الله لنا أعظم مفاجأة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته