التقت «الداعشيّ» قاتل ابنها... أميركيّة تشهد لمسيرة إيمانها أمام البابا لاوون

ديان فولي تشهد لمسيرة إيمانها في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان بعد قطع رأس ابنها في سوريا عام 2014 ديان فولي تشهد لمسيرة إيمانها في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان بعد قطع رأس ابنها في سوريا عام 2014 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

في الذكرى الليتورجيّة للعذراء سيدة الأحزان، وضمن اليوم المخصّص للتعزية في يوبيل 2025، قدّمت سيّدة أميركيّة قتلَ تنظيم داعش ابنها في سوريا عام 2014 شهادة حياة أمام البابا لاوون الرابع عشر في بازيليك القديس بطرس-الفاتيكان.

في خلال صلاة ترأّسها الأب الأقدس مساء أمس، ارتفع صوت ديان فولي عاكسًا ثقل المأساة الشخصية وصفاء الإيمان المُمتَحَن.

إيمان أعمق ورسالة أوضح

اختُطف جيمس للمرّة الأولى في ليبيا عام 2011 واستمر أسره 44 يومًا، اعتمد في خلالها على الصلاة والكتاب المقدس للصمود. عند عودته، ظهر عليه إيمان أعمق وشعور واضح برسالته ورغبة في إعطاء من أخرستهم الحروب الصوت.

ورغم توسّل ديان إليه عدم العودة إلى مناطق النزاع، ذهب إلى سوريا. اختُطف هناك في نوفمبر/تشرين الثاني 2012  وظلّ محتجزًا قرابة عامين عانى في خلالهما الجوع والتعذيب. وشكّلت تلك السنوات، بالنسبة إلى ديان، درب صليب شخصيًّا.

قُطِع رأسه علنًا

جالت ديان عواصم مختلفة مطالبةً بالإفراج عن ابنها. وفي النهاية، أدركت ضرورة تسليم جيمس بالكامل إلى الله. وبعد ذلك بأسبوعَيْن قُطِعَ رأسه، في أغسطس/آب 2014، عَلَنًا بتهمة أنّه صحافيّ ومسيحيّ؛ فشعرت ديان بصدمة وغضب، وصلّت كي لا تستهلكها المرارة بل لتعرف طعم الغفران والرحمة.

في أشد لحظات الظلمة، وَجَدَت الوالدة المفجوعة قوة في يسوع ومريم؛ فإيمان العذراء تحت صليب المسيح صار مثالًا لها. وأظهر درب الصليب لها قرب المسيح وأمّه من جميع آلام البشر. وساند ديان كثيرون من الأصدقاء وأفراد العائلة، فضلًا عن أشخاص مجهولين.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس صلاةً مساء أمس في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس صلاةً مساء أمس في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

لقاء أحد القتلة 

في العام 2021، اعتُقِل اثنان من الجهاديين المسؤولين عن أسر جيمس ومَثلا أمام القضاء في فيرجينيا الأميركيّة. أعرب أحدهما، ألكساندا كوتي، عن ندمه وطلب لقاء عائلات الضحايا. فاختارت ديان مقابلته، رغم أنّ المحيطين بها نصحوها خلاف ذلك. طوال ثلاثة أيام، تبادلت مع القاتل قصصًا ودموعًا، واكتشفت فيه خاطئًا إضافيًّا يحتاج إلى الرحمة، وفق تعبيرها.

أطلقت ديان «مؤسسة جيمس دبليو. فولي»، بإلهام إلهيّ. وأسهم عملها في تغيير سياسة الحكومة الأميركيّة في ما خصّ الرهائن وإطلاق سراح أكثر من 170 شخصًا. وتُقَدِّم المؤسسة اليوم تدريبات للصحافيين على أسُس السلامة. وعدّت ديان هذه الرسالة دليلًا على أنّ المسيح قادر على تحويل الشر إلى خير. واختتمت شهادتها بقناعة راسخة بأنّ لكلّ منّا صليبًا، لكن إن حملناه مع يسوع ومريم، يصبح دربًا إلى الشفاء والرجاء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته