أربيل, الأحد 31 أغسطس، 2025
قد لا ترقى لوحة العشاء الأخير الشهيرة إلى قدسيّة الأيقونة، لكنّ الجدل يتجدّد بين حينٍ وآخر بشأن تعمّد الإساءة إلى المشهد الذي تقدّمه بكلّ ما فيه من رمزيّة وخصوصيّة لدى المؤمنين المسيحيّين، كونه يمثّل لحظة تأسيس سرَّي الكهنوت والقربان المقدّس، فضلًا عن تصويرها المسيح وتلاميذه القدّيسين.
رغم ما عانته اللوحة عبر القرون بسبب عوامل بيئيّة أو بشريّة أتلفت أجزاء منها ما استدعى محاولات ترميمٍ عدّة، بعضها أتلف أكثر ممّا أصلح، لكنّها نجت من الإساءة الفيزيائيّة وما زالت ماثلة في موقعها الأصيل على حائط غرفة الطعام في دير سانتا ماريا ديللي غراتسيه بميلان الإيطاليّة، المُجَهَّز بأنظمة تحكّم بالرطوبة والحرارة حيث تستقبل عشّاقها مدّةً لا تزيد عن ربع ساعة. لكن ماذا عن الإساءات المعنويّة؟
لم تنجُ اللوحة من إساءات معنويّة متكرّرة شوّهت هذا الحَدث الإنجيليّ وأثارت حفيظة الكنيسة الكاثوليكيّة إزاء ما عدّته تدنيسًا للمقدّسات، لا سيّما عبر إعادة إنتاجها بصورة ساخرة ومبتذلة أو استغلال مشهدها في الترويج الإعلانيّ لأطعمةٍ وأشربةٍ عدّة وسواها من المنتجات، ولم تكن المحاكاة المبتذلة لمشهدها في أولمبياد باريس 2024 آخرها، رغم الإدانات الكنسيّة الواسعة في العراق والعالم.
إساءة إلى مفاهيم التعايش