يوم صدَحَت التراتيل الطقسيّة المشرقيّة في الفاتيكان…

مع جوق الترتيل في خلال يوم الصلاة من أجل السلام بحضور البابا فرنسيس مع جوق الترتيل في خلال يوم الصلاة من أجل السلام بحضور البابا فرنسيس | مصدر الصورة: الأخت نرجس

لطالما ارتبطت المسيرة الإيمانيّة للأخت نرجس حنطي، من رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس، بالتراتيل الطقسيّة المشرقيّة. وقد سعت منذ حداثتها إلى إتقانها، وواصلت شغفها بإحيائها والحفاظ عليها عبر الدراسة الأكاديميّة.

بدأت حنطي دراستها العليا في المعهد الحَبريّ للموسيقى الكنسيّة بروما عام 2016. وفي حديثها لـ«آسي مينا»، تشرح حنطي كيف سعت إلى الإسهام في توثيق الألحان الطقسيّة لكنيستها الكلدانيّة والحفاظ عليها، إلى جانب ترويجها وتعريف العالم، ولا سيّما في الغرب، بعظمتها وغِناها.

وتقول: «جاءت تجربة الترتيل أمام البابا فرنسيس بدعمٍ من مَجْمَع الكنائس الشرقيّة في مناسباتٍ عدّة، كانت أولاها في مدينة باري الإيطاليّة عام 2017 بمناسبة لقاء البابا فرنسيس بطاركة الشرق للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط. ورتَّلتُ يومئذٍ ترتيلةً للسلام من الطقس الكلدانيّ عنوانها: نشقلون طوري شلاما لعمّاخ (تحملُ الجبالُ السلامَ لشعبك)».

أصالة الألحان الكلدانيّة وغِناها

تفتخر حنطي بتمثيل كنيستها الكلدانيّة في المحافل الدوليّة، وتؤكّد روعة خبرة ترتيل هذه الألحان الغنيّة بطبيعتها وبنائها اللحنيّ.

وتشرح: «شعرتُ بأنّ رسالتي اليوم هي ترويج هذه الألحان في العالم كلّه، وفتح الأبواب أمام الشعوب لِتَعرِفَ غنى تراث كنيستنا وإرث آبائنا وأجدادنا من الألحان التي اسْتَقَوْها من عُمق جذورهم وأصالة وجودهم في أرضهم، أرض الرافدَين».

يوم الصلاة من أجل السلام في الفاتيكان. مصدر الصورة: الأخت نرجس
يوم الصلاة من أجل السلام في الفاتيكان. مصدر الصورة: الأخت نرجس

لأجل السلام في العالم

أسهمت حنطي مع زملائها في المعهد الحبريّ للموسيقى المقدّسة في إحياء «يوم التأمّل والصلاة من أجل لبنان» في يوليو/تمّوز 2021 في حاضرة الفاتيكان، وشاركت معهم في الترتيل باللغتَين العربيّة والإيطاليّة.

وتُخبِر: «كانت سعادتي بالغة حين رتّلتُ للعذراء مريم ترتيلة بصلوثا دموارختا (بصلوات المباركة)، باللغة السريانيّة الشرقيّة (الكلدانيّة)، متضرِّعةً من أجل السلام في لبنان والعالم كلّه».

تتفرَّد الأخت نرجس بأنّها أوّل مَن رتّل بالسريانيّة المحكيّة (السورث) في تاريخ المعهد الحبريّ للموسيقى المقدّسة، في خلال حَفلٍ لطلبة قسم الغناء عام 2017. وتروي: «رتّلتُ من تراث كنيستنا: أيشوع برايي (يسوع مخلّصي)، ويا مريم يا شولطانيثا (يا مريم الملكة)».

الأخت نرجس مع الجوق الفاتيكاني. مصدر الصورة: الأخت نرجس
الأخت نرجس مع الجوق الفاتيكاني. مصدر الصورة: الأخت نرجس

«تعريف العالم بدُرَر تراثنا الكنسيّ»

توالت خبرات حنطي في الترتيل في حاضرة الفاتيكان، بصفتها عضوًا في الجَوْق الفاتيكانيّ (Mater Ecclesiae) منذ 2018 حتّى 2023. كما شاركت في قداديس أقامها  مَجْمَع الكنائس الشرقية في مناسباتٍ عدّة.

وتُبدي حنطي سرورها بالإسهام في الأمسيات السنويّة لمعهد الموسيقى المقدّسة التي يحضرها ويشارك فيها موسيقيّون من كلّ أنحاء العالم. وتقول: «كم سَرَّنّي أن أعرّفهم على إحدى دُرَر ألحان كنيستنا التراثيّة حينما رتّلتُ أمامهم "أو كنّانا" (أيّها البستانيّ) عام 2023».

وفي إطار سعيها إلى التعريف بتراث الألحان الطقسيّة الكلدانيّة، ترجَمَت الأخت نرجس، إلى الإيطاليّة، باقةً مختارةً منها، لكي تضعها بين أيدي المستمعين في أمسية ترانيم بالمعهد عنوانها «أنا هو الطريق والحقّ والحياة» عام 2023، تشاركت الترتيل في خلالها مع الأب فادي ليون. وتَختِم حنطي حديثها بالتشديد على أنّ «ترجمة النصّ مهمّة جدًّا، ليتسنّى للسامعين أن يُصلّوا معنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته