ما لا نعرفه عن أسرار ووعود عبادة قلب يسوع الأقدس

قلب يسوع الاقدس قلب يسوع الاقدس | Provide by: Saints Of the Universal Church Page

إحدى الراهبات تدعى مرغريتا مريم الأكوك التي ولدت عام 1647، والتحقت برهبانية زيارة العذراء في عمر 24 عام، وفي يوم 16 يونيو لسنة 1675، ظهر لها يسوع وهي تسجد أمام بيت القربان المقدس بطريقة خاصة وأشار لها إلى قلبه المطعون بالحربة وقال لها:

«هذا هو القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى أنه أفنى ذاته، دلالة على شدة حبه لهم.

وعوض الشكران لا أري منهم إلا الاحتقار والإهانات»

وانتشرت هذه العبادة في أوروبا بعصر البابا إِقلِيمنضُس الثالث عشر (1758-1769) وثبّتها ببراءة بابوية في يوليو عام 1735م. ثم تم إنشاء مسبحة الرحمة.

أيها الآب الأزلي، إني أقدم لك جراحات سيدنا يسوع المسيح.

لكي تشفي جراحات نفوسنا.

يا يسوع، اغفر لي وارحمني.

باستحقاقات جراحاتك المقدسة.

ابتدأت عبادة قلب يسوع الأقدس، 1833 على يد فتاة تدعى (أنجله)، فدخلت أخوية بنات مريم وطلبت إلى العذراء القديسة أن تمنحها عبادة شديدة لقلب يسوع ابنها الإلهي. فاستجابت العذراء طلبتها وألهمتها أن تسعى لتخصيص شهر يونيو بتكريم قلب يسوع على غرار شهر مايو المخصص للعذراء وكان ذلك سنة 1833.

وتُعلّمنا الكنيسة الكاثوليكيّة أن: "يسوعُ عرَفنا وأحبَّنَا جميعًا كما عرفَ وأحبّ كلَّ واحدٍ بمفرده، في حياته، وفي نزاعه وآلامه، وأسلم ذاته من أجل كلّ واحدٍ منّا: "فإِنِّي أَحْياها في الإِيمانِ بِابنِ اللهِ الَّذي أَحبَّني وجادَ بِنَفْسِه مِن أجْلي" (غل2:2).

ولقد أحبّنا جميعًا بقلب بشريّ. لهذا السبب فقلب يسوع الأقدس الذي طعن بآثامنا ولأجل خلاصنا، "لكِنَّ واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء» (يو19: 34) "يُعدّ العلامة والرّمز الجلِيلَين.... لهذه المحبّة التي يُحبُّ بها الفادي الإلهيّ، محبّةً لا تنقطع، الآب الأزليّ وجميعَ البشر في غير استثناء"، فالكتاب المقدّس لا يتردّد في الكلام على قلب الله نفسه، لا يُقصد قلبًا ينبض في صدر الله؛ بل مسألة الربّ الذي يحبّ ويرغب، ويخطّط لخلاص شعبه وجميع شعوب الأرض كلّها.

وانتشرت هذه العبادة في الشرق المسيحي الكاثوليكي في القرن الثامن عشر. وقد كتب البابا بيوس التاسع (1846- 1878) إلى مسيحي الشرق وذلك في يوم 8 ديسمبر لعام 1864: "ونخص المؤمنين الشرقيين أن يلوذوا في كل حاجاتهم بالرب السيد المسيح الذي فدانا بدمه ويعبدوا التعبد الصادق لقلبه المملوء عذوبة وحلاوة ويطلبوا من هذا القلب الذي ضحّى نفسه لأجلنا كذبيحة الحب ومحرقة الوداد كي يجذب قلوب البشر إليه ويقيدها بمحبته فتنال كلها من ديم فضله الطافح وتثمر أثمار النعمة والخلاص".

وتتأصل هذه العبادة لقلب يسوع الأقدس، إن طبيعة المسيح البشرية هي بكاملها، وبكلّ جزء منها منفردًا، موضوع عبادة اللاتريا، المعروف أيضا باسم العبادة latreutical هو مصطلح لاهوتي يركز على الشكل الداخلي للعبادة، بدلاً من الاحتفالات الخارجية. ولئن كانت أجزاء طبيعة المسيح البشرية هي كلّها على السواء أهل للعبادة، في ذاتها ولأجل ذاتها، إلّا أن أنواعًا خاصّة من الإكرام نشأت تختص بجراح المسيح الخمسة وبما إليّها من أعضاء، بالدم الكريم، بالوجه المقدّس، بهامة المخلّص المتألمة، وبقلبه الأقدس؛ وهذا ما جعل في التقليد القبطي الإسكندريّ يحتفظ بثقوب خمسة جروح في القربان الدائري الشكل إلى يومنا هذا، وكذلك أسرار حياته وآلامه وموته (الحبل به، ولادته، الخ...) خصَّتها هي أيضًا عبادة اللاتريا.

وهذا الإكرام الخاص، فهو بسبب أن محبّة المخلّص تظهر فيها بأجلي بيان.

وقلب يسوع يُعبد لا بحدة، ولا بمعزل عن الألوهة، بل على أنّه قلب شخص الكلمة، ولأنّه متحد به اتّحادًا لا ينفصم، ولعبادة قلب يسوع نفسه، على أنّه عنصر جوهريّ من طبيعة المسيح الإنسانيّة المتّحدة أقنوميًّا بالكلمة، وليس القلب بمعناه الرمزي فقط فهو الكلمة المتجسد، الإله – الإنسان يسوع المسيح، وهو كمال الأقنوم الإلهيّ غير المتناهيّ.

السبب الذي لأجله يُعبد القلب، من بين سائر عناصر ناسوت المسيح، هذه العبادة الخاصّة، هو أن القلب أكمل رمز لمحبّة المسيح الفاديه للبشر. وهذا ما نصلّيه في طلبة قلب يسوع: «يا قلب يسوع المضطرم حبًّا».

كما وتصورات العامة ترى القلب مركز الاهواء وال سيما المحبة ولما كانت المحبة سبب الفداء (انظر يوحنا 3: 16؛1يوحنا 4: 9-10) خص قلب المخلص الذي يعتبر رمز المحبة بالإكرام والمحبة فقلب يسوع من حيث هو رمز محبته الفاديه هو موضوع جدير بعبادة الكنيسة الرسمية ولما كانت محبة يسوع الفاديه تظهر بنوع خاص في آلامه وموته كما وفي سرّ الإفخارستيا كان لعبادة آلام المسيح ولعبادة الإفخارستيا صلات وثيقة بعبادة قلب يسوع الأقدس.

المزيد

وتهدف عبادة قلب يسوع إلى بعث محبّة الشكر والعرفان ودفع المؤمنين على ممارسة الفضائل التي كان قلب يسوع لها مثالاً «اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم» (متى11: 29).

فعبادة قلب يسوع تعني حبه اللامتناهي لنا. أما ثمرة هذه العبادة فهي وعود السيد للقديسة مرغريتا مريم الأكواك:

1- سوف أمنحهم جميع النعم اللازمة لحالتهم.

2- أُلقي السلام في بيوتهم.

3- أعزيهم في جميع أحزانهم.

4- أكون ملجأهم الأمين في حياتهم وخاصة في مماتهم.

5- أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم.

(تستمر القصة أدناه)

6- يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة الغزيرة.

7- تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة.

8- ترتقي الأنفس الحارة سريعاً إلى قمة الكمال.

9- أبارك البيوت التي تضع فيها صورة قلبي للتكريم.

10- أمنح الاكليروس موهبة يلينون بها القلوب الأشد صلابة.

11- من يعمل بهمة على نشر هذه العبادة فسيكون اسمه مكتوباً في قلبي ولن يمحى منه أبداً.

12- إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيء سيُعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر مدة تسعة أشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، ويكون قلبي ملجأ أميناً في تلك الساعة الاخيرة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته