بعد تفجير كنيسة دمشق... مبادرة لعلاج الجراح النفسيّة

خلّف تفجير كنيسة مار إلياس-الدويلعة جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى مسيحيّي سوريا خلّف تفجير كنيسة مار إلياس-الدويلعة جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى مسيحيّي سوريا | مصدر الصورة: المبادرة السورية من القلب إلى القلب

مرّ أكثر من شهر ونصف الشهر على تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة-دمشق، مخلِّفًا جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى المسيحيين، ومخاوف وجودية إزاء مستقبلهم في أنحاء الوطن. 

في مواجهة هذه المأساة، تحرّك فريق «المبادرة السورية من القلب إلى القلب» لا لتقديم الدعم المادي للمتضررين فحسب، بل أيضًا لاحتضان آلامهم النفسية، من خلال تنظيم جلستين للدعم النفسي في مطرانية الأرمن الكاثوليك-باب توما. وقد استهدفت الأولى البالغين، والثانية الأطفال. ونُظّمت الجلسة الأولى صباح اليوم بمشاركة نحو 60 شخصًا بالغًا، فيما يُرتقب انعقاد الجلسة الثانية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وقد سُجّل حتى الآن نحو 25 طفلًا للمشاركة فيها.

قالت رنا ربّوز، المسؤولة في المبادرة السورية والمنسقة اللوجستية للجلستين، عبر «آسي مينا»: «في أثناء زيارتنا العائلات المتضررة، وجدنا أنّ الحاجة الملحّة لم تعد مادية حصرًا، بل نفسية أيضًا. تواصلنا مع "فريق الدعم الأسري" التابع لراهبات الراعي الصالح، وقدمت الراهبة جورجينا حبش مشكورةً تعاونًا بتوفير اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين لإدارة الجلسات».

خلّف تفجير كنيسة مار إلياس-الدويلعة جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى مسيحيّي سوريا. مصدر الصورة: المبادرة السورية من القلب إلى القلب
خلّف تفجير كنيسة مار إلياس-الدويلعة جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى مسيحيّي سوريا. مصدر الصورة: المبادرة السورية من القلب إلى القلب

وأوضحت ربّوز أنّ الجلسات ستُدار من الاختصاصية ميرفت تقلا التي وضعت مع ربّوز خطة عمل للجلستَين تتمحور حول نقاط رئيسة هي: الحديث عن مفهوم الصحة النفسية وتأثير الأحداث الصادمة؛ وتوفير مساحة آمنة للمشاركين للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم بحرية بلا قيود أو أحكام مسبقة؛ ووضع استراتيجيات للتعامل مع آثار الصدمة وتمتين الروابط الأسرية؛ وتعزيز الشعور بالأمان لدى المتضررين، خصوصًا أنّ القلق من المستقبل أصبح هاجسهم الأكبر.

وتابعت: «تركّز الجلستان على فئات فقدت الرعاية الأسرية، أو تعرّضت لإصابات جسدية، أو عاشت الصدمة داخل الكنيسة، أو حتى كانت شاهدة على الفوضى والهلع في محيط التفجير.  ولضمان نجاح الجلسات، حرصت المبادرة على توفير بيئة آمنة وداعمة، تقوم على الاستماع الجيد، والحفاظ على السرية والخصوصية، وتقديم الدعم العاطفي، مع احترام الاحتياجات الفردية لكل مشارك».

خلّف تفجير كنيسة مار إلياس-الدويلعة جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى مسيحيّي سوريا. مصدر الصورة: المبادرة السورية من القلب إلى القلب
خلّف تفجير كنيسة مار إلياس-الدويلعة جراحًا عميقة في النفس والجسد لدى مسيحيّي سوريا. مصدر الصورة: المبادرة السورية من القلب إلى القلب

وذكرت أنّ مدة كل جلسة نحو ثلاث ساعات، وفي حال لم يتمكن أي مشارك من الوصول إلى نتيجة مُرضية في الجلسة الجماعية، يمكنه التواصل مع المبادرة السورية للحصول على جلسات (خاصة وفردية) مجانية من خلال فريق الدعم الأسري.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته