تبحث في قداسة الأبرار والطوباويّين... تاريخ «دعاوى القدّيسين» الفاتيكانيّة وحاضرها

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس إعلان قداسة جون هنري نيومان وإيرما دولتسي بونتيس وجوزيبينا فانّيني ومريم تريزيا ومارغريت بايس في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان (13 أكتوبر/تشرين الأوّل 2019) البابا فرنسيس يترأّس قدّاس إعلان قداسة جون هنري نيومان وإيرما دولتسي بونتيس وجوزيبينا فانّيني ومريم تريزيا ومارغريت بايس في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان (13 أكتوبر/تشرين الأوّل 2019) | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

في قلب حاضرة الفاتيكان، دائرةٌ تُعنى بالاعتراف الرسميّ بقداسة رجال الكنيسة الكاثوليكيّة ونسائها. ومن خلال إجراءات دقيقة ومتكاملة، تُشرف «دائرة دعاوى القدّيسين» على تنظيم قضايا التطويب والقداسة.

ومن خلال عملها، تُراعي التقاليد والقانون وأحكام التاريخ. وعبر التمييز اللاهوتيّ، تحفظ هذه الهيئة ذكرى القدّيسين وتُقدّمهم إلى المؤمنين بوصفهم نماذج حيّة على أهمّيّة الحياة الروحيّة.

تعود جذور الدائرة إلى أواخر القرن السادس عشر، عندما أنشأ البابا سيكتوس الخامس، في 22 يناير/كانون الثاني 1588، مجمعًا مقدّسًا للرتَب. وأسند إليه مسؤوليّتَيْ تنظيم العبادة الإلهيّة والنظر في دعاوى القدّيسين، إذ كان إعلان القداسة يُختَتَم بإدراج البارّ، المرفوع جديدًا على مجد المذابح، في العبادة العامّة للكنيسة.

وعام 1969، فصل البابا بولس السادس المسؤوليّتَيْن، منشئًا هيئتَيْن مستقلّتَيْن، واحدة للعبادة وثانية لدعاوى القدّيسين. وتكوّنت هذه الأخيرة من ثلاثة مكاتب رئيسة: قضائيّ وتاريخيّ ومُروّج عام للإيمان. وصار القسم التاريخيّ استمرارًا لواحدٍ يُعنى بالشأن عينه أسّسه البابا بيوس الحادي عشر عام 1930.

التطوّر القانونيّ والمهمّات الحاليّة

شهد المجمع إصلاحًا عميقًا عام 1983 بفضل إعادة تنظيم البابا يوحنّا بولس الثاني إجراءات الدعاوى. فكرّس الأب الأقدس البولنديّ دورًا للأساقفة الأبرشيّين في التحقيق بهذه القضايا. كما أُنشِئت «لجنة متحدّثين» تتولّى إعداد دراسات متعلّقة باستشهاد الشخص البارّ أو بحياته وفضائله وسمعته.

وعام 1988، غيّر البابا عينه اسم الهيئة إلى «مجمع دعاوى القدّيسين» بموجب الدستور الرسوليّ عن الكوريا الرومانيّة «الراعي الصالح». ومع إصلاحات البابا فرنسيس سنة 2022 للكوريا من خلال دستور «أعلنوا الإنجيل»، أصبح اسم الهيئة «دائرة دعاوى القدّيسين».

ولا يقتصر دور هذا الديوان اليوم على فحص الدعاوى والتأكّد من صحّة الإجراءات. فالدائرة تُقدّم المشورة إلى الأساقفة، وتحقّق في أصالة الذخائر، وتُشرف على إدارة أموال الدعاوى، كما تدرس منح لقب «ملفان البيعة» للقدّيسين بعد التشاور مع دائرة عقيدة الإيمان. وتشرف أيضًا على برنامج تنشئة على العمل في هذه الدعاوى بالتعاون مع الجامعة الحبريّة اللاترانيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته