البابا لاوون: لا خوارزميّة تحلّ محلّ عناق أو لقاء

البابا لاوون الرابع عشر يبارك طفلًا في شارع كونشيلياتسيوني بمناسبة احتفاله بقدّاس عيد العنصرة في الفاتيكان (8 يونيو/حزيران 2025) البابا لاوون الرابع عشر يبارك طفلًا في شارع كونشيلياتسيوني بمناسبة احتفاله بقدّاس عيد العنصرة في الفاتيكان (8 يونيو/حزيران 2025) | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّنا نعيش في عالم يتحوّل إلى رقميّ أكثر فأكثر، لكن «ما من خوارزمية قادرة أبدًا على الحلول محلّ عناق أو نظرة أو لقاء حقيقيّ مع الله أو الأصدقاء أو عائلتنا».

في رسالة إلى المشاركين بالمهرجان الـ36 للشباب في مديغورييه، الممتدّ من 4 إلى 8 أغسطس/آب الحالي، وجَّه الأب الأقدس دعوةً إلى عيش الإيمان بصفته مسيرة مشتركة يُبحَث فيها عن لقاءات حقيقية وعلاقة حيّة بالله.

نيران القلوب

استوحى الحبر الأعظم كلماته من شعار المهرجان: «إلى بيت الربّ ننطلق» (مزمور 122: 1)، فذكّر بأنّ الحياة المسيحية حجّ إلى مسكن الله. وفسّر أنّ المسيح القائل «أنا الطريق» هو من يقود هذه الرحلة.

وتوقّف لاوون في الرسالة على البُعد الجماعي لمسيرة الإيمان. واستشهد بالقديس أغسطينوس لتقديم صورة قوية عن تجمّع الحجّاج معًا، فقال: «تتّحد نيران القلوب لتصبح نارًا عظيمة واحدة تُنير الطريق». وشرح أنّ ليس هناك أحد مدعو إلى السير بمفرده، فالطريق نحو الربّ يُسلك معًا.

محدوديّة التكنولوجيا

تطرّق الأب الأقدس إلى تحديات التكنولوجيا والعالم الرقمي، معترفًا بالفرص التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي والأدوات الحديثة، ولكنّه شدّد على محدوديّتها. وسأل الشبيبة الاقتداء بمريم المُنطلقة في رحلة شاقة للقاء نسيبتها أليصابات.

وشجّع الشباب على «البحث عن لقاءات حقيقية» تولِّد الفرح، وعلى عدم الخوف من مشاركة لحظات الألم. واقتبس قول القديس بولس: «افرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين» (روما 12: 15).

التغلّب على الحواجز الثقافيّة

سأل لاوون الشبّان والشابّات التغلّب على الحواجز الثقافية واللغوية الفاصلة بينهم، مشيرًا إلى أنّ لغة الإيمان الموَحَّدَة بحبّ الله أقوى من جميع الحواجز. وأردف أنّهم جميعًا أعضاء في جسد المسيح، أي الكنيسة، ما يجعل اللقاء والمعرفة المتبادلة والمشاركة جزءًا أصيلًا من رحلتهم الروحية.

وزاد الأب الأقدس أنّ الفرح والألم يُختبران معًا في الجماعة، وأنّ الإيمان يجد قوته في المسيرة المشتركة. وختم بدعوة خاصّة إلى من يشعر بالنداء للدعوة الكهنوتية أو الحياة المكرسة كي لا يخاف من الاستجابة لدعوة الله التي تحقِّق إنسانيّته وإيمانه بعمق.

وسلّم المشاركين إلى حماية مريم، أمّ المسيح. وطلب منهم أن يصيروا مبشّرين بالسلام والرجاء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته