فأغرزك في قلبي كقدوة روحيّة
وأتّخذكِ عونًا معينًا لاهـتماماتك الاعتنائيّة"...
حفر رسم أمّنا السّماويّة في عقولنا منذ الصغر. وقد شبّه الشّاعر "حافظ" إبراهيم أمّنا الأرضيّة بالمدرسة التي إذا أُعدّت إعدادًا جيّدًا من كلّ النواحي التربويّة والتعليميّة، كان نتاجها شعبًا طيّب الأعراق:
"الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أعددتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ".
إذا كانت أمّنا الأرضيّة تمتاز بهذا الدّور الفعّال، فهل يمكننا، على الرغم من المساحة الواسعة التي أتيحت لنا في التعبير، أن نحفر كلّ ما تجسّده أمومة العذراء من كنوز، وهي المكلّلة بالطّهر والنابضة في وجداننا؟
"أيُّ سـرٍّ شــاءَهُ الربُّ الإلــه؟ أيُّ أرضٍ أنبتتْ عـــودَ الحيـاةْ
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
أيُّ روضٍ فاحَ في الكونِ شذاه عبقُ الطُهرِ وترنيـــمُ الشــفـاه
أنتِ أُمُّ اللهِ، نورٌ منْ ســــــناه وبكِ قدْ حــقّقَ العدلُ رجـــــاه
كوني يا أُمُّ لنــا طـــوقَ النجاة كوني ميناءً لمنْ ضــلَّ وتـــاه" (الشاعر: نبيل نعمة بديوي).
من هنا، تتجلّى أمامنا هويّة حقيقيّة لمريم العذراء يمكن لكلّ أمّ اليوم أن تستلهم منها. في الواقع، مريم ليست والدة الإله فحسب، بل هي أيضًا "أمّنا"، وهي تساعدنا باستمرار على ترجمة إيماننا بكلمة اللّه، بالقول والفعل ومن دون حدود. وهكذا ستكون رسالتنا مثمرة لأنها على مثال أمومة "مريم".
دكتورة في اللغة العربيّة وآدابها. كاتبة وأديبة، في رصيدها كتابان، وهما: "عيون بلون المغيب"، و"أزاهير المستحيل". مُؤسِّسة جوقة "السراج" التي تضمّ مجموعة من الأشخاص المكفوفين والمبصرين.