قلب البابا فرنسيس منكسر بسبب إطلاق النار الدامي داخل مدرسة في تكساس

البابا فرنسيس مصلّيًا البابا فرنسيس مصلّيًا | Provided by: Vatican Media

تابع البابا فرنسيس اليوم الأربعاء 25 أيّار في المقابلة العامّة الأسبوعيّة، في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، سلسلة التعليم في الشيخوخة. وفي نهاية المقابلة تكلّم عن حادثة إطلاق النار الدامية التي حصلت البارحة في مدرسة روب الابتدائية في بلدة أوفالدي بولاية تكساس الأمريكيّة. كما ظهر البابا اليوم للمرّة الأولى متّكئًا على عصا للمشي.

البابا متّكئًا على عصا للسير خلال المقابلة العامّة في 25 أيّار 2022. Provided by: Daniel Ibáñez/CNA
البابا متّكئًا على عصا للسير خلال المقابلة العامّة في 25 أيّار 2022. Provided by: Daniel Ibáñez/CNA

جوهرة من جواهر الكتاب المقدّس

واصل اليوم البابا تعليمه في الشيخوخة متأمّلًا في سفر الجامعة، واصفًا هذا السفر بـ: «جوهرة أخرى نجدها في الكتاب المقدّس»، شارحًا أنّ خاتمة السفر تدلّ على طريق الخروج من المحنة والشدّة أي تقوى الربّ وحفظ وصاياه.

قد يغرق الإنسان في اللامبالاة أمام خيبة الأمل المؤلمة متسائلًا إن غيّرت جهوده العالم، شرح البابا. فالشيخوخة تجعل اللقاء مع خيبة الأمل أمرًا لا مفرّ منه تقريبًا. فيُحبط المعنى والحُبّ والخير. وتابع الأب الأقدس شارحًا أنّ: «هذا الإحباط ينزع منّا الرّغبة في العمل» كما قال إنّ: «البحث الحديث عن الحقيقة قد حاول أن يتخلّى تمامًا عن حبّ البِرّ والصّلاح». من هنا نبّه أنّه قد: «تبدو المعرفة التي تبعدنا عن الأخلاق في البداية مصدرًا للحريّة والطّاقة، لكنّها سرعان ما تتحوّل إلى شللٍ للرّوح».

أشار البابا أنّ سفر الجامعة يُظهر كم أنّ العِلم المُطلق وهم ومنه يولد عجزًا في الإرادة. ورهبان التّقاليد المسيحيّة القديمة جدًّا أطلقوا على مرض الروح هذا اسم «الكسل». وهذا المرض الروحي المدعو بالكسل ليس فقط الكسل المتعارف عليه بل أكثر. وليس مجرّد اكتئاب بل «الاستسلام لمعرفة العالم، من دون المزيد من حبّ البِرّ والصّلاح، والعمل المترتّب عليه»، كما فسّر الحبر الأعظم.
البابا يشرح حول سفر الجامعة في المقابلة العامّة في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان في 25 أيّار 2022. Provided by: Daniel Ibáñez/CNA
البابا يشرح حول سفر الجامعة في المقابلة العامّة في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان في 25 أيّار 2022. Provided by: Daniel Ibáñez/CNA

أصبحنا «مجتمع التَعَب»

وأضاف البابا في تعليمه إنّ «فراغ المعنى والقوّة التي تؤدّي إليه هذه المعرفة، التي ترفض كلّ مسؤوليّة أخلاقيّة وكلّ شعور من أجل الخير الحقيقي، ليس بريئًا». فهذا الفراغ يجرّد الإنسان من القوّة لإرادة الخير ويفتح البابا لعدوانيّة قوى الشرّ. وهي بحسب ما دعاها البابا: «قِوَى العقل المجنون، الذي جعلته الإيديولوجيّا المُفرطة ساخرًا». من هنا اعتبر الحبر الأعظم أنّنا: «مع كلّ تقدّمنا ​​ومع كلّ رفاهيّتنا، أصبحنا حقًّا ”مجتمع التَّعَب“». إذ بحسب رأيه كان علينا كبشريّة أن ننتج رفاهيّة معمّمة لكنّنا اليوم نرضى بسوق ينتقي الصحّة بشكلٍ علميّ. كما أضاف أنّه: «كان علينا أن نضع حدًّا للسّلام لا يمكن تجاوزه، وها نحن نشهد الحروب الوحشيّة تتابع ضدّ الأشخاص العُزَّل». من هنا رأى أنّ العلم يتقدّم لكن حكمة الحياة واقفة أمام طريق مسدود.

انتقد البابا هذا العقل الناتج عن الكسل. فالكسل بنزعه للمعنى وللطاقة من معرفة الحقيقة يجعل من وقتنا: «وقت الأخبار الكاذبة، والخرافات الجماعيّة والحقائق العلميّة الزّائفة». لهذا رأى الأب الأقدس أنّه يمكن للشيخوخة أن تتعلّم من سفر الجامعة تسليط الضوء على الخداع والوهم. بهذا يُنقِذ كبار السنّ الشباب من تجربة المعرفة الحزينة المجرّدة من حكمة الحياة.

إطلاق النار في تكساس

المزيد

وفي نهاية المقابلة العامّة قال البابا فرنسيس:
«قلبي اليوم منكسرًا جرّاء المأساة في المدرسة الإبتدائيّة في تكساس. أصلّي من أجل الأطفال والبالغين المقتولين ومن أجل عائلاتهم. حان الوقت لإيقاف تجارة السّلاح غير الشرعيّة. لنعمل جميعًا كي لا تتكرّر مآسي أخرى كهذه».

ومع انتهاء البابا من التكلّم تلقّف حشد المؤمنين كلماته بتصفيقٍ كبير. وكانت تعرّضت مدرسة روب الابتدائية في بلدة أوفالدي بولاية تكساس البارحة لإطلاق نارٍ من قبل شاب في الثامنة عشرة من عمره أدّت إلى وفاة 21 شخصًا بينهم 19 طفلًا.  

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته