حادث سير مروّع كاد ينهي حياتها إلا أن العناية الإلهيّة أنقذتها

سامية خليفة-صورة سامية خليفة | Provided by: Samia Khalife
سامية خليفة-1 سامية خليفة | Provided by: Samia Khalife

شابّة لبنانيّة ملتزمة في الكنيسة، كاتبة وسكرتيرة الرئيس العام في الرهبانيّة المارونيّة المريميّة، تغرف من حبّ الربّ على الدوام، وتمجّده بمواهبها وأعمالها منذ صغرها.

تعرّضت لحادث سير مروّع، فكان انطلاقة لمسيرة جديدة رائعة مع الربّ يسوع إذ تجلّى حبّه في أقسى لحظات آلامها.

إنها د. سامية خليفة التي تنقل إلى قرّاء "آسي مينا" اختبارها الروحي ومسيرتها المفعمة بالبركات الإلهيّة.

إيماني بالله يبدّد وحدتي

"لا أستطيع أن أرى حياتي من دون حضور الله فيها! لقد ترعرعت في كنف عائلة مؤمنة وملتزمة، فكان الربّ الحجر الأساسي في بناء عائلتي التي أعتزّ بتربيتها"، تخبر د. سامية.

"في السابعة عشرة من عمري، سافرت إلى كندا حيث عانيت من الوحدة، وشعرت بالحاجة إلى أن أكون محاطة بالحبّ والتشجيع في حين كان الوضع الماديّ للعائلة إلى تراجع، إلا أن الإيمان والصلاة شكّلا داعمين مهمّين في مسيرتي. كل يوم مساءً، كنت أقرأ الإنجيل وأصلّي لمريم، قائلة: أمّي بعيدة عنّي لكنك قريبة مني وأعرف أنكِ ستهتمّين بي. عندئذٍ، كنت أشعر بالزخم الإيماني يشدّد قلبي ويبدّد وحدتي".

سبل الحياة وفرح اللقاء

وتقول د. سامية: "إن حضور الله في حياتي لا يقتصر على صلاتي وممارستي إيماني المسيحي، بل يساهم عملي في الرئاسة العامّة للرهبانيّة المارونيّة المريميّة في جعلي أكثر التزامًا مع يسوع ويزيد من حبّي له، إذ أشارك في الذبيحة الإلهيّة يوميًّا، وتتمحور أعمالي حول الإيمان والكنيسة والنشاطات الرسوليّة.

«هديتني سبل الحياة وستملأني فرحًا برؤية وجهك» (أع 2: 28)، هذه الآية ترافقني دائمًا!

لقد جعلني إيماني العميق أنفتح على الإخوة من طوائف وأديان عدّة، وزرع الربّ سلامه في نفسي من خلال لقائي بالآخر المختلف…

دفعني اهتمامي بعيش السلام إلى اختيار موضوع السلام لأطروحة الدكتوراه، وسعيت إلى تشجيع الجميع على التفكير إلى أيّ مدى يمكنهم أن يكونوا أدوات سلام ورجاء ومحبّة في هذا العالم".

سامية خليفة. Provided by: Samia Khalife
سامية خليفة. Provided by: Samia Khalife

سلام الربّ يغمر قلبي

وتروي د. سامية: "منذ حوالى 24 عامًا، تعرّضت لحادث سير مروّع في كندا، ما جعلني أُصاب بإعاقات كبيرة، ففقدت القدرة على التكلّم والمشي والحركة. تكسّرت عظامي وأُصيب جهازي العصبي.

لم أشعر أبدًا بخطورة حالتي ولم أدرك أنني ما عدتُ أستطيع القيام بما كنت أقوم به سابقًا إذ كان حضور الربّ في هذا الحادث عظيمًا، واختبرت مدى اعتنائه بي. شعرت بسلام يسوع يغمر قلبي، وبأنني سأنال الشفاء قريبًا، ربما في زيارة حجّ إلى لورد.

في خلال الغيبوبة التي دخلت فيها على مدى أسبوعَيْن تقريبًا، كان «الروح يشفع فيّ بأنّات لا توصف»، ولم ينفكّ قلبي يردّد «السلام عليكِ يا مريم».

أوقفني هذا الحادث المروّع عن كل شي لأبدأ حياة جميلة كلّها مُهداة لله. عانيت من ألم جسدي مبرّح لكن الصدمة الكبرى تمثّلت في حاجتي إلى تلقّي المساعدة للقيام بكل الأمور الأساسيّة (تناول الطعام، ارتداء الملابس، الدخول إلى الحمّام…). يا لهول مصابي!

المزيد

احتجت إلى 6 أشهر لأعاود التعافي، و3 سنوات لأُشفى تمامًا، بعد خضوعي لكل أنواع العلاجات الجسديّة والنفسيّة، حتى إنني تعلّمت الكلام من جديد.

عندما استعدتُ عافيتي، أدركت أن الحياة ليست مجرّد طموحات ماديّة ونجاحات فقط بل هي العيش في سلام مع الله والذات. منحني الربّ استراحة للانطلاق في علاقة أعمق معه، ولا سيّما في الكتابة، فبتّ أمجّده من خلال مواهبي".

سامية خليفة. Provided by: Samia Khalife
سامية خليفة. Provided by: Samia Khalife

الشكر لله على نعمة الحياة

وتختم د. سامية اختبارها عبر "آسي مينا"، رافعةً الشكر إلى الربّ على نعمة الحياة الرائعة التي وهبها إيّاها، وتحمده على أسرتها ومواهبها والناس الذين التقتهم وتعلّمت منهم ونمت في ظلال حبّهم لها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته