وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ بولس يذكر أيضًا الطاعة للإيمان. ورأى البابا أنّ الخلاص لا يأتي بشكل سحريّ بل عبر النعمة والإيمان والمحبّة وثقة الإنسان. وسأل الحاضرين الطلب من الله معرفة زرع المحبّة ونشرها وجعل أنفسهم قريبين من بعضهم بعضًا.
«حارس السماء»
كانت الرتبة بدأت على وقع أنغام الموسيقى. فنَزَل لاوون الأدراج المؤدّية إلى ضريح القديس بولس الواقع تحت المذبح الرئيسيّ. من ثمّ وصل إلى العرش، وبإشارة الصليب بدأت الرتبة الليتورجيّة، فتصاعدت أصوات جوقة كنيسة سيستين مرنّمةً نشيد «حارس السماء».
ويدعو هذا النشيد مدينة روما المزيّنة بدماء ثمينة لأمراء كثيرين إلى التفوّق على جمال المعمورة، لا لذاتها بل لاستحقاقات شهدائها. ويُطلب في النشيد من الرسولَيْن بطرس وبولس أن يصبح الحاضرون أتقياء في الإيمان وأقوياء في الرجاء ومملوئين من نبع المحبّة. وكرّم البابا ذخائر بولس راكعًا ومتوقفًا للحظات من الصمت. وتُلِيَت صلاة الأبانا، لتُختَتَم الرتبَة بعدها بالبركة الرسوليّة.
يُذكر أنّ في بازيليك القديس بولس فسيفساء لكلّ بابا عبر التاريخ منذ القديس بطرس حتّى اليوم. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ في مدينة روما أربع بازيليكات بابويّة: بطرس الفاتيكانيّة، وبولس خارج الأسوار، ومريم الكُبرى، ويوحنّا في اللاتران. ومن المتوقّع أن يزور لاوون الرابع عشر الأخيرتَيْن يوم الأحد المقبل 25 مايو/أيّار.
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. يتابع دراسات عليا في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.