قدّيسٌ اختار التضحية والألم طريقًا للخلاص

القدّيس الشهيد بونيفاسيوس القدّيس الشهيد بونيفاسيوس | مصدر الصورة: doxologia/Pinterest

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار الشهيد بونيفاسيوس ورفاقه العشرين في 14 مايو/أيّار من كلّ عام؛ هو من استشهدَ تائبًا عن خطاياه حبًّا بالمسيح.

ولِدَ بونيفاسيوس في القرن الثالث في روما، وعاش لفترة من الزمن حياةً كانت موضع شكوك مع امرأة رومانيّة غنيّة اسمها أغلايس، لكنّهما تميّزا بمحبّتهما العميقة للفقراء، فنظر الربّ إليهما بعين الرحمة نتيجة أعمالهما الصالحة. وبمرور الوقت، أدركت أغلايس فظاعة آثامها، فقرّرت أن تتوب وباعت كلّ ممتلكاتها ووزّعت ثمنها على المحتاجين. كما حضّت بونيفاسيوس على التوبة مثلها، وهكذا سارا في طريق البرّ والقداسة.

ولمّا كان الحاكم ديوكلتيانوس يضطهد المسيحيّين في الشرق، حضّت أغلايس التائبة، بونيفاسيوس على الذهاب إلى طرسوس، حيث كان الاضطهاد قائمًا، قائلة له: «خذ معك من المال والرجال ما شئت لمساعدة المضطهدين، لكي نكفّر أكثر عن خطايانا».

وحين وصل بونيفاسيوس إلى هناك، وجد جنودًا يُعذّبون عشرين مسيحيًّا كانوا يُصلّون صابرين على آلامهم ويشكرون الله. فراح يتبرّك بدمائهم، ويطلب منهم أن يشفعوا له لدى الربّ. وقَبض عليه حينئذٍ عاملٌ لدى الملك وسأله: «من أنت؟»، فأجابه بكلّ جرأة: «أنا مسيحيّ والمسيح سيّدي وربّي». غضب منه الحاكم، وأمر بأن يُكوى جسده بحديد، فتحمّل بونيفاسيوس أوجاعه بصبر وفرح.

وأخيرًا، وُضِع هذا القدّيس في قِدْرٍ من الزيت المغليّ، فانشقّ القِدر وانطفأت النيران الملتهبة. عندئذٍ، أمر الحاكم بأن يُقطَع رأس القدّيس، وهكذا تُوّج بإكليل المجد الأبديّ عام 302. أمّا أغلايس فأمضت حياتها في الصلاة والعمل الصالح، إلى أن رقدت بسلام سنة 313.

يا ربّ، دلّنا إلى طريق توبتنا، حتّى نبلغ على مثال هذا القدّيس فرح الحياة الأبديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته