كيف حقّق التدبير الإلهيّ لجوزيف قصّاب حلمه بلقاء البابا فرنسيس؟

جوزيف قصّاب يُهدي الورود إلى البابا فرنسيس في خلال زيارته بغديدا، العراق جوزيف قصّاب يُهدي الورود إلى البابا فرنسيس في خلال زيارته بغديدا، العراق | مصدر الصورة: نغم داود، والدة جوزيف قصّاب

غَمرت محبّة البابا فرنسيس قلب جوزيف قصّاب منذ أن شاهده للمرّة الأولى على شاشة التلفاز في خلال مراسم إعلانه حبرًا أعظم، فراح يُرسل إليه القبلات، مُردّدًا: «هذا البابا سكن قلبي، هو في قلبي، إنّه البابا خاصّتي»، ولطالما تمنّى رؤيته.

«كانت هذه الأمنية حلمًا تصوّرناه بعيدًا، غير أنّ التدبير الإلهيّ يمنحنا دائمًا ما يفوق أمنياتنا، فتحوّلت زيارة البابا للعراق من حلمٍ إلى واقع، وغدت فكرة أن يراه جوزيف ممكنة، ولكنّ الله أهدى لملاكنا عطيّةً ثمينة، لا أن يرى البابا العزيز على قلبه عن بُعدٍ وحسب، بل أن يسلّم ويهديه الورود وينال بركته أيضًا»، كما روَت نغم داود، والدة جوزيف، في حديثها عبر «آسي مينا».

جوزيف قصّاب يرفع العلم العراقيّ. مصدر الصورة: نغم داود، والدة جوزيف قصّاب
جوزيف قصّاب يرفع العلم العراقيّ. مصدر الصورة: نغم داود، والدة جوزيف قصّاب

جوزيف مُحِبّ البابا فرنسيس

حرصت عائلة جوزيف على تربيته تربيةً مسيحيّة حقيقيّة وعلى أن يكون قريبًا من الكنيسة ومواظبًا على تناول القربان المقدّس والصلاة بطريقته، وفق ما بيّنت والدته. وقالت: «فيما يستخدم الناس مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصّة" أو "ذوي الهمَم"، أنا أسمّي جوزيف ملاكنا البريء، فهو بركة بيتنا ومصدر الفرحة فيه».

وحين أهداه أحد الكهنة قميصًا يحمل صورة البابا، كانت سعادة جوزيف كبيرة، فكلّ من عرفه أدرك محبّته للبابا فرنسيس وعلِم أنّ أمنيته العزيزة هي أن يلتقيه.

جوزيف يرتدي قميصًا يحمل صورة البابا فرنسيس. مصدر الصورة: نغم داود، والدة جوزيف قصّاب
جوزيف يرتدي قميصًا يحمل صورة البابا فرنسيس. مصدر الصورة: نغم داود، والدة جوزيف قصّاب

وإبّان الاستعدادات لزيارة الحبر الأعظم لبغديدا-قره قوش، رحّب الأب عمّار ياكو، راعي كنيسة الطاهرة الكبرى، بمقتَرَح والدته أن يكون جوزيف أحد ذوي الاحتياجات الخاصّة المختارين لتقديم الورود للأب الأقدس قبيل دخوله الكنيسة.

الحلم يتحقّق

استبشر جوزيف فور رؤيته الحبر الأعظم، وبادر إلى تحيّته ملوّحًا بيَده. وحين تشارك مع طفلةٍ بغديديّةٍ من ذوي الاحتياجات الخاصّة في تقديم الزهور إليه، امتلأ قلبه الصغير فرحًا برؤيته البابا الذي يُحبّه. ثمّ وضع البابا يده على رأسه مبارِكًا، وهو ينصت إلى الأب ياكو يحدّثه عن حلم الملاك الصغير الذي غدا اليوم حقيقة.

لمس جوزيف محبّة الله له وعنايته به، حين اختارت العناية الإلهيّة تحقيق أمنيته في حَدَثٍ أقرب إلى معجزةٍ إلهيّة تخلَّلتها معجزةٌ أخرى تحققّت بزيارة البابا فرنسيس التاريخيّة للعراق، معلنةً أنّ زمن المعجزات لا ينقضي أبدًا.