الأراضي المقدّسة تودّع البابا فرنسيس: كان صوت الرحمة في زمن المِحَن

مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس | مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة
مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس | مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة
12

«لم يكُن البابا زعيمًا فحسب... كان أبًا حقيقيًّا لنا». بهذه الكلمات، عبّر جورج أنطون، رئيس لجنة الطوارئ في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين في غزّة ومدير عمليّات كاريتاس، عن وقع خبر وفاة البابا فرنسيس على قلوب مسيحيّي غزّة الذين عاشوا معه علاقة استثنائيّة.

وقال أنطون في تصريح لـ«آسي مينا»: «عندما وَصَلَنا خبر وفاته لم نصدّق في البداية... رفضنا التصديق، لأنّ علاقتنا بالبابا لم تكن عاديّة. كانت علاقة شخصيّة، روحيّة، وأبويّة بكلّ معنى الكلمة. البابا لم يكن بالنسبة إلينا مجرّد زعيم كنسيّ، بل كان أبًا حقيقيًّا، قريبًا منّا في الألم والرجاء».

مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة
مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة

وأضاف: «كان بالنسبة إلينا شخصيّة استثنائيّة، أيقونة للإنسانيّة، وأعظم رجل على وجه الأرض. وقد برهن ذلك في خلال الحرب، عندما رفع صوته عاليًا دفاعًا عن الحقيقة والعدالة، ووقف بجانب الأبرياء الذين لا ذنب لهم. كان صوتنا في العالم، وضميرنا الذي ينطق بالحقّ».

وتابع أنطون: «كان حضوره الروحيّ جزءًا من حياتنا اليوميّة، حتى في أصعب اللحظات. كان يتواصل معنا دائمًا بابتسامته، ضحكته، مزاحه، ومحبّته التي لا تنضب. في خلال الحرب، شكّل وجوده معنا درعًا تُحيط بنا، وكان يُشعِرنا بأنّ ثمّة مَن يقف إلى جانبنا. كان مصدر أمان وشجاعة لنا».

مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة
مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة

وختم: «نحن مؤمنون بأنّ البابا صار قدّيسًا في السماء، وسيبقى يُصلّي لأجلنا ويحرسنا من العُلى. نعم، فقدناه جسديًّا، لكنّنا لم نفقد محبّته ولا رسالته التي زرعها في قلوبنا».

مواقف حاسمة

في السياق، أكّد جوزيف حزبون، المدير الإقليميّ للبعثة البابويّة في القدس، لـ«آسي مينا» أنّ رحيل البابا كان متوقّعًا بعد تدهور حالته الصحّية، لكنّ ذلك لم يُقلّل وقع الخبر الأليم. وقال: «البابا كان صوتًا قويًّا للحقّ والعدالة، بخاصّة في ما يتعلّق بغزّة والشعب الفلسطينيّ. كانت مواقفه حاسمة تجاه معاناتهم، وكان دائمًا يدعو إلى رفع الحصار عن غزّة ووقف المعاناة».

مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة
مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة

وأضاف: «كان البابا يدعو باستمرار إلى إحلال السلام في المنطقة، ويُطالب بإنهاء حصار غزّة الذي يؤثّر في الأبرياء كثيرًا، ويدعو إلى إطلاق الأسرى والرهائن والعودة إلى طاولة المفاوضات. موقفه كان دائمًا قائمًا على القيم الإنسانيّة التي يجب أن تظلّ فوق الاعتبارات السياسيّة كلّها».

مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة
مسيحيّو الأراضي المقدّسة يُصلّون لأجل راحة نفس البابا فرنسيس. مصدر الصورة: كنيسة العائلة المقدّسة-غزّة

وكان الأب غابرييل رومانيلي، كاهن كنيسة العائلة المقدّسة في غزّة، قد أكّد في مقابلة مع موقع «فاتيكان نيوز»، أنّ البابا كان حتّى آخر أيّامه في اتّصال مستمرّ برعيّته في غزّة. وقال: «كان يطمئنّ علينا دائمًا. والمكالمة الأخيرة التي تلقّيناها منه كانت قبل بدء صلاة سبت الفصح، وقد دعا إلى الصلاة من أجل السلام».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته