بيتسابالا في قدّاس الفصح: نحن كنيسة حيّة لا تُهزم

من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس | مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس | مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس | مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس | مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
1234

قدَّم بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، رؤيةً عميقةً لهوية الكنيسة في القدس. وقال: «نحن كنيسة الجلجلة، نعم، لكننا أيضًا كنيسة المحبّة، التي لا تنام وتسهر وتغفر وتبذل ذاتها». وأكّد أنّ المسيح المصلوب ليس رمزًا للألم فحسب، بل رمز للغفران والحياة الجديدة.

جاء ذلك في خلال ترؤُّسه قدّاس أحد الفصح عند القبر المقدس في كنيسة القيامة-القدس. شارك في القدّاس لفيف من رجال الإكليروس، إلى جانب جماعات من مختلف الرهبانيات، وحشد من المؤمنين القادمين من دول عدّة.

من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: المركز المسيحي للإعلام
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: المركز المسيحي للإعلام

وخيَّم الحزن على المناسبة بسبب غياب وجوه كثيرة اعتاد الحجاج رؤيتها في مثل هذا العيد. فالحرب حرمت مسيحيّي غزة من الوصول إلى القدس، فيما حالت القيود المعقدة على إصدار التصاريح والحواجز العسكرية المنتشرة، دون مشاركة كثيرين من أبناء الضفة الغربية.

من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

وأكّد بيتسابالا أنّ الكنيسة، رغم التحديات، لا تُهزم؛ «فلا شيء يمكنه أن يبقينا في قبورنا. نحن كنيسة حية، تنظر إلى الأفق البعيد، وتنهض رغم الصخور التي تعترض طريقها». ودعا المؤمنين إلى إعلانِ الرجاءِ في كل مكان، من القدس إلى غزة، بثقة راسخة أنّ المسيح الحي هو من يقود التاريخ.

وشدّد بيتسابالا على أنّ القيامة ليست مجرد ذكرى أو إعلان، بل هي مسؤولية متجددة ورسالة حيّة يجب أن تُعاش وتُجسَّد، خصوصًا في ظل المأساة التي تمرّ بها الأراضي المقدسة اليوم.

من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

السلام الحقيقيّ

أشار بيتسابالا إلى أنّ الكنيسةَ مدعوة إلى بناء سلام قائم على العدالة والغفران، لا على منطق السلطة والعنف. وأضاف أنّ قيامة المسيح لا تعني الهروب من آلام العالم، بل مواجهتها بقوة الحياة الجديدة التي تنبع من رماد الموت. ودعا المؤمنين ليكونوا «نَعم» الله في وجه «لا» العالم، وأن يشهدوا لهذا السلام المتجذر في الرجاء، سلام العلّية الذي يبعث الحياة وسط اليأس.

وأكّد أنّ إعلان القيامة ليس مجرد فرحٍ روحي، بل هو أيضًا مسؤولية ورسالة تتطلب الالتزام والعمل لأجل عالم أكثر إنسانية وعدلًا.

من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس الفصح في كنيسة القيامة، القدس. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

غزة في القلب

لم تكن مأساة غزة غائبة عن عظة القيامة، إذ عبّر بيتسابالا عن قلقه العميق إزاء ما تشهده الأرض من تدهور إنساني وسياسي متسارع. وتوقف بشكل خاص على واقع الجماعة المسيحية الصغيرة في غزة، والتي تحولت إلى رمز حيّ للرجاء والتضامن، «كقارب صغير راسٍ على الحياة وسط بحر من الألم»، وفق وصفه. وأردف: «نحن لا نعيش في وهم، نحن نَعي تمامًا حجم الكارثة التي يواجهها شعبنا، وندرك أنّ الحلول السياسية لا تزال بعيدة المنال».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته