البابا فرنسيس يحذّر من بدعة الغنوصيّة

البابا فرنسيس داخلًا في السيّارة الباباويّة مع بداية المقابلة العامّة في 4 أيّار 2022 - Provided by: Daniel Ibanez/CNA البابا فرنسيس داخلًا في السيّارة الباباويّة مع بداية المقابلة العامّة في 4 أيّار 2022 | Provided by: Daniel Ibanez/CNA

تابع البابا فرنسيس اليوم سلسلة تعليم مقابلات الأربعاء العامّة حول الشيخوخة. شرح الأب الأقدس عن ألعازر الطاعن في السنّ، الذي يتكلّم عنه سفر المكابيّين الثاني، مستخلصًا العِبَر.

رأى البابا في ألعازر شخصيّةً جميلةً تُقدّم شهادةً عن العلاقة بين أمانة الشيخوخة وإكرام الإيمان. قال البابا إنّ فخر الإيمان يقبع في مرّاتٍ عدّةٍ تحت ضغط ثقافة المتسلّطين، التي غالبًا ما تكون عنيفة.

ففي سفر الكتاب المقدّس المذكور أعلاه تُسرد قصّة اليهود الذين أُجبروا على أكل لحم الخنزير. لكن عندما حان وقت ألعازر حُثَّ على التظاهر بالأكل من لحم الضحيّة التي أمر بها الملك عساه ينجو من الموت وينال معاملةً شريفةً نظرًا لعلاقتهم القديمة. لفت البابا النظر إلى أنّ «هذه مُرائيّةٌ دينيّةٌ، مُرائيّةٌ إكليروسيّة».

لكن ألعازر رفض إهانة الإيمان لكسب حفنة أيّامٍ إضافيّةٍ من عمره. بل أصرّ على أنّ تصرّفًا كهذا لا يليق بمن هو في سنّ الشيخوخة لئلّا يظنّ من في سنّ الشباب أنّه انحاز إلى مذهب الغرباء. من هنا شدّد البابا أنّ للتسخيف الخارجيّ تأثيرٌ كبيرٌ على العالم الداخليّ للشباب.  

وحذّر البابا أيضًا من التفسير الغنوصيّ المُفرط للإيمان المسيحيّ. فالغنوصيّة بدعةٌ ترى أنّ الوفاء للإيمان يتمّ عبر حالةٍ روحيّةٍ فقط غير مرتبطةٍ بالتصرّفات الحياتيّة ومؤسّسات الجماعة ورموز الجسد. لكنّ الإيمان المسيحي واقعيٌّ، كما يشرح الأب الأقدس، فهو ليس فقط تردادًا لقانون الإيمان، بل التفكير في قانون الإيمان والشعور في قانون الإيمان وعيش قانون الإيمان.

أضاف البابا أنّ الغنوصيّة اليوم منتشرةٌ بشكلٍ كبير. فهنالك العديد من التوجّهات السلبيّة في مجتمعاتنا المعاصرة التي تسخّف الإيمان وتهمّشه. لهذا شرح البابا أنّه: «بالنسبة للغنوصيّين الذي كانوا منتشرين في زمن يسوع أيضًا، كان عيش الإيمان يُعتبر مظهرًا خارجيًّا غير ضروريٍّ بل مُضرٍّ، كبقايا قديمةٍ وخرافةٍ مُقنّعة».

مضى البابا في شرحه مُعتبرًا أنّ لهذا التيّار الفكريّ الغنوصيّ تأثيرٌ كبيرٌ على الجيل الجديد من الشباب. لهذا للمُسنّين رسالة مهمّة جدًّا وهي: إعادة كرامة الإيمان. «فعيش الإيمان ليس علامةً على ضعفنا، بل رمز لقوّتنا. لم نعد أولادًا. فلم نمازح عندما بدأنا السير على درب الربّ!»

تابع البابا شارحًا أنّ الإيمان يستحقّ الاحترام والاعتبار حتّى الأخير: «فلقد غَيَّرَ حياتنا وطهّر عقولنا وعلّمنا عبادة الربّ وحُبّ القريب. الإيمانُ بركةٌ للجميع! لكن كلّ الإيمان وليس جزءًا منه. لن نقايض الإيمان من أجل حفنةٍ من الأيّام الهادئة، بل سنقم بما قام به ألعازر، سنَعِش في تناسقٍ حتّى الأخير، حتّى الاستشهاد».

حثّ البابا في آخر مقابلته المسنّين على الانتباه إلى أنّ الشباب ينظرون إليهم، داعيًا إيّاهم إلى عدم تناسي ذلك وخَتَم: «ليباركنا الله جميعًا نحن المسنّين!».

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته