الميلاد ينير سوريا… والمسيحيّون يحتفلون وسط تحدّيات أمنيّة

من احتفالات عيد الميلاد في كاتدرائيّة سيّدة النياح-دمشق من احتفالات عيد الميلاد في كاتدرائيّة سيّدة النياح-دمشق | مصدر الصورة: مهند داوود
حملة «ميلاد جديد» للرسوم الجداريّة في شوارع حلب حملة «ميلاد جديد» للرسوم الجداريّة في شوارع حلب | مصدر الصورة: كنيسة السريان الأرثوذكس في حلب
حملة «ميلاد جديد» للرسوم الجداريّة في شوارع حلب حملة «ميلاد جديد» للرسوم الجداريّة في شوارع حلب | مصدر الصورة: كنيسة السريان الأرثوذكس في حلب

على الرغم من مخاوفهم الأمنية، احتفل المسيحيون في مختلف المدن والقرى السورية بعيد الميلاد، رافعين الصلاة للطفل يسوع كي يمنح وطنهم الأمان والازدهار.

ترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي قداس الميلاد في كاتدرائية سيدة النياح، حارة الزيتون–دمشق. وشدّد على ضرورة نبذ العنف والحقد وتغليب منطق الحوار والمصالحة. كما ذكّر بأنّ الخلاص نناله من المسيح لا من البشر. ودعا العبسي إلى العمل المشترك بين شرائح المجتمع السوري كافّة، وإلى التأمل في السينودسية التي دعا إليها البابا فرنسيس للسير معًا يدًا بيد.

من احتفالات عيد الميلاد في كنيسة اهتداء القدّيس بولس للاتين-دمشق. مصدر الصورة: مهند داوود
من احتفالات عيد الميلاد في كنيسة اهتداء القدّيس بولس للاتين-دمشق. مصدر الصورة: مهند داوود

وكان لافتًا انتشار عناصر إدارة العمليات العسكرية قرب عدد من الكنائس، خصوصًا في العاصمة السورية وأحيائها المسيحية كباب توما وباب شرقي وغيرهما.

ويبدو أنّ السلطة الجديدة تسعى إلى طمأنة المسيحيين بعد حالة عارمة من الاستياء بسبب إحراق جزئي لشجرة الميلاد في مدينة السقيلبية (ريف حماة). اعتداء نفّذه مسلحون متشددون من جنسيات غير سورية، وألقي القبض عليهم. كما رُمِّمت الشجرة، وحلّت المغارة مكان التجويف الذي سبّبه الحريق في الشجرة.

شجرة الميلاد والمغارة في إحدى ساحات مدينة السقيلبيّة. مصدر الصورة: أسرة التعليم الديني في السقيلبيّة
شجرة الميلاد والمغارة في إحدى ساحات مدينة السقيلبيّة. مصدر الصورة: أسرة التعليم الديني في السقيلبيّة

هذه الحادثة مع ما تشهده بعض المحافظات من إثارة نعرات بين المذهبَين السنّي والعلوي، تثير مخاوف المسيحيين من انتقال هذه الحالات إليهم. ومن الملاحظ دور بعض منصات التواصل الاجتماعي في تأجيج الخلافات من خلال المنشورات التحريضية أو الأخبار الزائفة. دفعت هذه التطورات المعنيّين إلى إصدار قرار منع تجوال في كلٍّ من اللاذقية وطرطوس وحمص وجبلة انتهى عند الساعة الثامنة من صباح اليوم.

وتظاهر بعض المسيحيين بأعداد محدودة قبل يومين في بعض المدن السورية. واحتضنت دمشق أبرز التظاهرات حيث توجّه المحتجّون إلى أمام مباني البطريركيات الثلاث، والتقوا بطريرك السريان الأرثوذكس أغناطيوس أفرام الثاني كريم وشرحوا له مخاوفهم.

من احتفالات عيد الميلاد في كنيسة مار جاورجيوس للسريان الأرثوذكس-دمشق. مصدر الصورة: مهند داوود
من احتفالات عيد الميلاد في كنيسة مار جاورجيوس للسريان الأرثوذكس-دمشق. مصدر الصورة: مهند داوود

وفي دمشق أيضًا، لم تقتصر مظاهر العيد على الكنائس بل تعدّتها إلى الأماكن العامة، وكان أبرزها افتتاح «سوق الميلاد» في أرض المعارض القديمة.

أما بلدات وادي النصارى فأضاءت شجراتها، وأقامت بلدة المزينة كرنفالها بنسخته التاسعة، ووُزِّعت الهدايا في كنيسة سيدة الشرق-بلدة الحواش. وقبيل الميلاد، سُمح لشباب الوادي بتشكيل مجموعات مراقبة لجميع مداخل القرى والبلدات، بهدف الحفاظ على الأمن.

من احتفالات عيد الميلاد في الكاتدرائيّة المريميّة للروم الأرثوذكس-دمشق. مصدر الصورة: مهند داوود
من احتفالات عيد الميلاد في الكاتدرائيّة المريميّة للروم الأرثوذكس-دمشق. مصدر الصورة: مهند داوود

أما حلب فتعدُّ حاليًّا من أكثر المناطق هدوءًا بالنسبة إلى سكانها المسيحيين. وقد انعكس ذلك على خروج المؤمنين إلى كنائس المدينة التي غصّ بعضها بالمشاركين في قداس الميلاد.

وشهدت كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي، حي العزيزية-حلب، حدثًا بارزًا تمثّل في افتتاح «مغارة الرجاء» الضخمة التي عمل عليها أكثر من 40 شخصًا؛ وهي عبارة عن مجسّم يمثّل بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة وفيها مغارة الميلاد، إذ قرّر رهبان الكنيسة الفرنسيسكان جلب روما إلى حلب نظرًا إلى استحالة الحجّ الرعوي إليها بمناسبة يوبيل 2025.

مغارة الرجاء في كنيسة القدّيس فرنسيس الأسّيزي-حلب. مصدر الصورة: كنيسة اللاتين في حلب
مغارة الرجاء في كنيسة القدّيس فرنسيس الأسّيزي-حلب. مصدر الصورة: كنيسة اللاتين في حلب

هذا وسبق ليلة الميلاد تنظيم عدد من الجهات الكنسية، وعلى رأسها مطرانية السريان الأرثوذكس، حملة «ميلاد جديد»، وتضمّنت رسم جداريات في 10 مواقع من أحياء حلب.

يُذكر أنّ على غرار السنوات السابقة أرخت الحالة المعيشية الصعبة ظلالها على المسيحيين في سوريا، فاحتفل معظمهم في البيوت وأعدّوا موائد بسيطة خلت من معظم الأطباق التقليدية، فيما بدت حركة المطاعم خجولة.

المزيد

حملة «ميلاد جديد» للرسوم الجداريّة في شوارع حلب. مصدر الصورة: كنيسة السريان الأرثوذكس في حلب
حملة «ميلاد جديد» للرسوم الجداريّة في شوارع حلب. مصدر الصورة: كنيسة السريان الأرثوذكس في حلب

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته