البابا فرنسيس: التعليم الكاثوليكيّ حيويّ في "عصرٍ مليءٍ بالمعلومات"

Provided by: CNA catholic news agency - Picture credit: Daniel Ibanez/CNA Provided by: CNA catholic news agency - Picture credit: Daniel Ibanez/CNA | Provided by: CNA catholic news agency - Picture credit: Daniel Ibanez/CNA

أعلن البابا فرنسيس أنّ التعليم والتنشئة الكاثوليكيّة أكثر أهميّةً من أيّ وقتٍ مضى في "عصرٍ مليءٍ بالمعلومات، التي غالبًا ما يتمّ تناقلها دون حكمةٍ أو حسٍّ نقديّ".

"بصفتكم متعلّمينَ، أنتم مدعوّون إلى رعاية الرغبة في الحقيقة والخير والجمال التي تكمن في قلب كلّ فردٍ، حتى يتعلّم الجميع كيف يحبّون الحياة وينفتحون على ملء الحياة".

هذا ما كتبه البابا فرنسيس في 20 نيسان في رسالة إلى وفدٍ من الجامعات الكاثوليكيّة الناطقة باللغة الإنجليزيّة.

وقال البابا فرنسيس في لقائه لوفدٍ من منظّمة الباحثين العالميّين للنهوض بالتعليم الكاثوليكي، في القصر الرسولي في الفاتيكان صباح الأربعاء: "التعليم الكاثوليكيّ هو أيضًا تبشيرٌ: هو شهادةٌ لفرح الإنجيل وقدرته على تجديد مجتمعاتنا وتوفير الأمل والقوّة في مواجهة تحدّيات الوقت الحاضر بحكمة".

مشروع منظّمة الباحثين العالميّين للنهوض بالتعليم الكاثوليكيّ هو تعاونٌ بين خمس جامعات كاثوليكيّةٍ في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا. وفي خطابٍ مكتوبٍ أٌعِدّ للاجتماع وأُلقي على الوفد، شجّع البابا ممثّلي الجامعات الكاثوليكيّة على تمييز "طرقٍ مُبتَكَرةٍ لتوحيد البحوث بأفضل الممارسات حتى يتمكّن المعلّمون من خدمة الشّخص بأكمله في عملية تنميةٍ بشريّةٍ متكاملة". "باختصارٍ، هذا يعني تشكيل الرأس واليدين والقلب معًا: والحفاظ على تعزيز العلاقة بين التعلّم والعمل والشعور بأنبل هذه الأخيرة. وبهذه الطريقة، لن تكونوا قادرين على تقديم منهجٍ أكاديميٍّ ممتازٍ فحسب، بل أيضًا على رؤيةٍ متماسكةٍ للحياة مُستوحاة من تعاليم المسيح".

وبهذا المعنى، لا يهدف عمل الكنيسة التعليميّ فقط إلى "تنمية نضج الشخص البشريّ… لكنّه موجّهٌ بشكلٍ خاصٍّ نحو ضمان أولئك الذين اعتمدوه كي يصبحوا يوميًّا أكثر تقديراً لعطيّة الإيمان التي حصلوا عليها" (إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني "أهميّة التربية"، رقم 2).

من خلال مشروع منظّمة الباحثين العالميّين للنهوض بالتعليم الكاثوليكيّ، تمّ تشكيل شراكةٍ طويلة الأمد بين كليّة بوسطن في الولايات المتحدة، وجامعة نوتردام في أستراليا، وكليّة مريم الطاهرة ليمريك في أيرلندا، وجامعة القدّيسة مريم تويغنهام في المملكة المتحدة والمكتب الدوليّ للتعليم الكاثوليكيّ في روما. تنظّم المجموعة ندواتً عبر الإنترنت واجتماعاتً، وتدعم طلّاب الدكتوراه في مشاريعٍ بحثيّةٍ تركّز على التعليم الكاثوليكيّ. واختار البابا التحدّث إلى المجموعة باللغة الإيطالية، معتذرًا عن عدم التحدّث باللغة الإنجليزية وأشار إلى أنّه "يفهم كلّ ما يُحكي بالإنجليزيّة تقريبًا"، كما صرّح الوفد. وقد قال البابا: "عشت في أيرلندا، في دبلن، في ميلتاون بارك، لدراسة اللغة الإنجليزية. درست اللغة الإنجليزية، لكنّني نسيتها، اعذروني!" وفي كلمته تحدّث البابا أيضًا عن العلاقة بين التقاليد والتقدّم.

وقال: "دون جذورٍ، لا يمكن إحراز أيّ تقدم. فقط مع جذورٍ نصبح أشخاصًا: وليس تماثيل متحفيّةٍ، مثل بعض التقليدييّن الباردين والنشويّين والجامدين، التفكير بتوفير الحياة تعني العيش بارتباطٍ بالجذور". "هناك حاجةٌ لهذه العلاقة مع الجذور، لكن أيضًا للمضيّ قدمًا. هذا هو التقليد الحقيقيّ: الغَرف من الماضي للمضيّ قدمًا. التقليد ليس ثابتاً: إنّه ديناميكيٌّ، وهو يهدف إلى المضيّ قدمًا". والتقى البابا بالوفد قبل لقائه العام الأسبوعيّ الأربعاء، الذي تحدّث فيه عن أهميّة إكرام كبار السنّ. وجاء في رسالة البابا الخطّيّة إلى المربّين الكاثوليك: "لتملأ فرحة عيد الفصح هذه قلوبكم، وليقويّكم اجتماعكم هنا في المدينة الخالدة في أمانتكم للربّ وكنيسته، وليُثري جهودكم بهدف تسليط الضوء على تميّز رؤيتنا الكاثوليكيّة للتعليم".

المزيد

وأضاف الأب الأقدس: "أنا واثقٌ من أنّ هذه الزيارة الدراسيّة ستُلهم كلّ واحدٍ منكم لإعادة تكريس نفسه بحماسٍ سخيٍّ لدعوتكم كمعلّمين، ولجهودكم لترسيخ أسس مجتمعٍ أكثر إنسانيّةً وتضامنًا، وبالتالي النهوض بملكوت المسيح للحقّ والقداسة والعدالة والسّلام".


رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته