نعمة لعائلته وفخر لبلاده... من هو برنردينوس السيانيّ؟

لوحة في قصر لانغي الفرنسي تُظهر القدّيس برنردينوس السيانيّ لوحة في قصر لانغي الفرنسي تُظهر القدّيس برنردينوس السيانيّ | مصدر الصورة: Public Domain via Wikimedia commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس برنردينوس السياني في 20 مايو/أيّار من كلّ عام. هو قديس الصلاة والعمل الصالح المعروف بعشقه الذي لا يوصف للعذراء مريم.

أبصر برنردينوس النور في إيطاليا عام 1380. فكانت ولادته نعمة لعائلته وتعزية لها، وفخرًا لإيطاليا كلّها، بسبب فضائله التي لا تُحصى. كان منذ طفولته، يذهب باستمرار إلى الكنيسة للمشاركة في القداس. درس الفلسفة وحصّن ذاته بالعلوم، حتى بات من أمهر المعلّمين. ولمّا كان له من العمر سبع عشرة سنة، انضمّ إلى أخوية تهتمّ بمساعدة الفقراء والمساكين، في مدينة سيينا، فتفانى في خدمة المرضى.

وفي أحد الأيّام، توجّه برنردينوس إلى مكان منفرد وبدأ يصلّي ويمارس الصوم والتقشّف، طالبًا من الله أن يرشده إلى الطريق التي يجب أن يسلكها. فألهمه الربّ يسوع بالدخول إلى رهبنة القديس فرنسيس.

عندئذٍ، توجّه إلى أحد رهبان مار فرنسيس وأخبره بالأمر، فأشار عليه بأن يبيع كلّ ما يملكه، ويوزّعه على الفقراء، ويدخل بعدها الرهبنة. فعمل برنردينوس بنصيحته، ومن ثمّ دخل ديرًا للفرنسيسكان وارتدى ثياب الرهبانيّة. وبعد مرور سنة، رُسِمَ كاهنًا وأخذ يبشّرُ بكلمة المسيح في أماكن عدّة في إيطاليا. وكان بأمثاله الصالحة يُثبِت ما يقوله، في عظاته، فذاع صيته في تلك البلاد، وحصد محبّة الجميع.

اشتهر برنردينوس بعشقه للعذراء مريم، فأنشأ أديارًا كثيرة على اسمها. وذات مرّة، قال في خلال خطبةٍ له: «إنّني وُلدتُ يوم عيد ميلاد العذراء، وفي هذا اليوم أيضًا لبستُ ثياب الرهبنة، ونذرتُ فيه نذري، واحتفلت بالذبيحة الإلهيّة للمرّة الأولى. وأرجو أن يقبل في هذا النهار ربّنا يسوع المسيح روحي في أحضان ملكوته السماوي». وبعد حياة مكلَّلة بالعمل الصالح رقد برنردينوس بعطر القداسة في العام 1444. ورفعه البابا نيقولاوس الخامس قديسًا على مذبح الربّ عام 1450 فصار فخرًا لسكّان بلاده إيطاليا.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس، كي نتعلّم على مثاله كيف نصلّي ونحيا العمل الصالح حتى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته