القدّيس إبيفانوس أسقف قبرص… كيف اهتدى إلى الإيمان المسيحيّ؟

القدّيس إبيفانوس أسقف قبرص القدّيس إبيفانوس أسقف قبرص | مصدر الصورة: Blessedmart.com/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس إبيفانوس أسقف قبرص في 12 مايو/أيّار من كلّ عام. قديس اهتدى إلى الإيمان المسيحي، وتخلّى عن كلّ مجد أرضيّ مكرِّسًا ذاته بكلّيتها للمسيح.

أبصر إبيفانوس النور في فلسطين في الربع الأوّل من القرن الرابع. نشأ وسط أسرة يهوديّة، ومات والده بينما كان صغيرًا. ومن ثمّ اهتدى مع شقيقته الوحيدة إلى الإيمان المسيحي على يد راهب اسمه لوسيانوس، فمنحهما سرّ العماد المقدّس. ولمّا سمع إبيفانوس نداء الربّ يسوع يصرخ في أعماقه، قرّر ترك كلّ شيء وتكريس ذاته بكلّيتها له. عندئذٍ، وزّع أمواله على الفقراء والمساكين. كما اكتسب كثيرًا من العلوم والمعارف، ودرس لغات عدّة، منها اللاتينيّة والسريانيّة واليونانيّة والعبريّة.

اختبر إبيفانوس عمق الحياة الروحيّة مع النسّاك في مصر، فتعلّم كيفيّة التمسّك بالنعم الروحيّة، والعمل من أجل التخلّي عن مجد الأرض الباطل. وبعد تلك المحطّة، أنشأ في فلسطين ديرًا، وتولّى إدارته طوال ثلاثين عامًا، سعى في خلالها إلى نشر الإيمان الحقّ ومحاربة الهرطقات. كما تتلمذ كثيرون على يده حتى فاح عطر فضائله في سوريا ومصر وقبرص.

انتُخب إبيفانوس أسقفًا على كنيسة قبرص، عام 367، فجعل كرسيّه في سلامينا. كان حكيمًا وغيورًا في إدارته شؤون رعيّته طوال ستة وثلاثين عامًا. بنى الأديار، واشتهر بمحبّته العميقة للفقراء والمساكين ودعمه المستمرّ لهم. وهكذا أكمل حياته في العطاء والدفاع عن الإيمان الكاثوليكيّ إلى أن رقد بعطر القداسة، في مطلع القرن الخامس، تاركًا كتابات عدّة تضمّنت حقائق حول تاريخ الكنيسة واللاهوت.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس، كي نسير على خطاه في الحكمة والغيرة في دفاعنا عن إيماننا المسيحيّ إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته