البابا فرنسيس: المؤثّرون يتحدّثون عن محبّة مختلفة عن الفضيلة الإلهيّة

البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس أنّ كلمة المحبّة في عصرنا تتردّد على لسان كثيرين من «المؤثّرين» وفي أغانيّ عدّة. لكنّ هناك حبًّا آخر يعلّم عنه مار بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتوس.

تابع الأب الأقدس سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل في المقابلة العامّة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. وتوقّف عند المحبّة، إحدى الفضائل الإلهيّة الثلاث إلى جانب الإيمان والرجاء.

المحبّة تطيّب القلب

اعتبر الحبر الأعظم أنّ المحبّة قمّة كلّ المسيرة التعليمية التي أجراها عن الفضائل في الأسابيع الأخيرة. وأشار إلى أنّ التفكير في المحبّة يطيّب القلب ويجعل الذهن يتوق إلى كلمات القديس بولس: «الآن تبقى هذه الأمور الثلاثة: الإيمان والرجاء والمحبّة، ولكنّ أعظمها المحبّة» (قورنتوس الأولى 13: 13).

جماعة غير كاملة بالمحبّة

شرح فرنسيس أنّ رسالة مار بولس إلى أهل قورنتوس موجّهة إلى جماعة غير كاملة بالمحبّة. فأعضاء جماعة قورنتوس كانوا متخاصمين، ومنقسمين في ما بينهم، وفيهم من يدّعي أنّه دائمًا على حقّ متكبّرًا وغير مصغٍ للآخرين. لذلك يذكّرهم مار بولس بأنّ «المعرفة تنفخ، أمّا المحبّة فتبني» (قورنتوس الأولى 8: 1).

وفسّر الأب الأقدس أنّ رسول الأمم يكتب في رسالته عن فضيحة مرتبطة أيضًا بـ«عشاء الربّ». فهناك من كان يستغلّ اللقاء للأكل والشرب مهمِّشًا مَن لا شيء له. لذلك يقول الرسول لهم: «أنتم، إذا ما اجتمعتم معًا، لا تتناولون عشاء الربّ» (قورنتوس الأولى 11: 18-22).

وتساءل الحبر الأعظم إن كانت جماعة قورنتوس تعي أنّها تقترف الخطايا، مرجّحًا أنّ وقع كلمات الرسول كانت غير مفهومة عندهم. لأنّ غالبيّتهم كانوا يعتقدون، على الأرجح، أنّهم أشخاص جيّدون. وإن سئلوا عن المحبّة قالوا إنّها مهمّة بالنسبة إليهم مثل الصداقة والعائلة.

محبّة مختلفة لقلوب المسيحيّين

لكنّ مار بولس، كما قال البابا، يسألهم عن الحُبّ المتواضع لا المُرتَفع؛ عن ذلك الذي يعطي لا الذي يأخذ؛ عن الحُبّ المتستّر لا الساعي إلى الظهور. وفسّر فرنسيس أنّ بولس قلق لعدم وجود أثر لهذه الفضيلة الإلهيّة في قورنتوس.

وأوضح الأب الأقدس أنّ المسيحيّين قادرون على جميع أنواع الحُبّ مثل الإحسان للأصدقاء وحُبّ الوطن وحُبّ البشريّة الجامع. لكنّ هناك محبّة أعظم، تأتي من عند الله وتوجِّه إليه، تساعدنا على حبّ الله وعلى أن نصير أصدقاءه، فنحبّ القريب كما يحبّه الله ونرغب في مشاركة الصداقة مع الربّ.

وختم البابا تعليمه مشيرًا إلى أنّ المحبّة تأخذنا، بفضل المسيح، إلى حيثما لا يذهب البشر عادةً. فمن خلالها يُحَبّ من هو غير محبوب، كالفقراء وناكري الجميل والأعداء، وفيها تُعاش المغفرة ويُبارَك اللاعنون. وهذا أمر إلهي وهو من عمل الروح القدس فينا، على حد قوله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته