اليوم العالميّ للتمريض… راهبة ممرّضة بيروفيّة تروي تجربتها في سوريا

لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق | مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا
لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق | مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا

يشكِّل اليوم العالمي للتمريض (12 مايو/أيار)، فرصة لتسليط الضوء على ملائكة الرحمة من الراهبات الممرضات اللواتي يؤدّين رسالتهنّ السامية ويخدمنَ في عدد من المستشفيات السورية الخاصة. فبفضلهنّ أصبحت هذه المستشفيات من أنجح المراكز الطبّية في البلاد، وحازت ثقة المجتمع المحلّي.

من أبرز تلك المراكز «المشفى الإيطالي» في دمشق، والذي تسلّمت راهبات «بنات مريم أمّ المعونة» السالزيانيات إدارته والاهتمام به منذ أكثر من قرن. واليوم هناك عشر راهبات سالزيانيات، أربع منهنّ ممرضات متمرّسات يعملنَ في «المشفى الإيطالي» وهنّ: ماريسا من إيطاليا، وكوسوم من الهند، وعايدة ونيري من البيرو.

لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق. مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا
لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق. مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، روت الأخت نيري دي لا كروز فيلا (من البيرو) خبرة حياتها كراهبة ممرضة في سوريا، فقالت: «وصلت إلى دمشق قبل نحو ثلاثة أعوام لتقديم خدماتي في المشفى الإيطالي. في البداية اعتقدت أنّه مستشفى ميداني، وفوجئت عندما رأيته في وسط المدينة».

وتابعت: «ما إن وصلتُ إلى المدينة شعرتُ بأنّني في منزلي، إذ رحّب بي العاملون في المشفى بحرارة كبيرة، وكذلك أخواتي الراهبات؛ هنّ أكبر سنًّا مني، لكنّهنّ يخدمنَ المرضى بكثير من الحيوية والمحبة».

لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق. مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا
لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق. مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا

وأضافت الأخت نيري: «بدأتُ هذه المغامرة العظيمة بفرح وفضول، ورغبة كبيرة في بذل ذاتي للمرضى من دون تحفظ. أيقنتُ أنّني في هذه البقعة الجغرافية من العالم لن أتمكّن من إعلان محبة الله بالكلمات، بل من خلال شهادتي الحياتية، وهذا هو التزامي اليوم على الرغم من ضعفي».

وعن الصعوبات التي تواجهها، أوضحت أنّ تعلم اللغة العربية ليس بالأمر السهل لكنّها تواظب عليه، وهي اليوم تستطيع فهم اللغة بشكل جيد.

وزادت: «نواجه تحديات كثيرة، منها القذائف المتساقطة باستمرار على المدينة؛ فهي تخيفنا ولكنّها لا تعيق تقدّمنا، إذ نشعر بأنّ الله يسير معنا ويساعدنا من خلال عنايته. كذلك، هناك صعوبات مادية، تظهر مثلًا مع تلف البياضات أو تعطّل المعدّات، لكنّ الرسالة تستمر بفضل سخاء أشخاص كثيرين».

وعبّرت الأخت الممرّضة عن حماستها كونها راهبة ممرضة. وشكرت الله ورؤساءها الروحيين على دعوتها إلى دراسة التمريض رغم أنّ رسالة الرهبنة الأساسية هي التعليم.

لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق. مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا
لقطاتٌ من داخل «المشفى الإيطالي» في دمشق. مصدر الصورة: الأخت نيري دي لا كروز فيلا

وختمت الأخت نيري حديثها إلى «آسي مينا» بالقول: «أشعر بسعادة كبيرة وبأنّ الله أرادني هنا بين إخوتي المرضى؛ أرافقهم بآلامهم، أخفّف من عطشهم وجوعهم، أدفئهم في أيام البرد، وأثلج قلوبهم في أوقات الحرّ. أرافقهم ليشعروا بالراحة، وأستمع إلى حاجاتهم وأفهمها من خلال نظراتهم. أحتفل بشفائهم، وأصلّي من أجل الحالات الحرجة، وأحضّر بعضهم للدخول إلى بيت الربّ. أدافع عن حقوق المرضى وأبحث عن سُبُل خلاقة لجعل رعايتنا التمريضية أكثر إنسانية وجودة يومًا بعد يوم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته