إيمان الصُمّ... مدرسة صلاة وسط المِحَن

جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة | مصدر الصورة: جورج إبراهيم

يختبر الأشخاص الصُمّ في حياتهم تحدّيات وصعوبات عدة. لذا، قرّرنا تسليط الضوء على الخبرة الروحيّة لهؤلاء الأشخاص، والإصغاء إلى صرخة وجعهم.

جورج إبراهيم، رجل لبنانيّ من ذوي الإعاقة السمعيّة. متأهّل، وأب لولدين. يعمل في مشغل للقشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ-بعبدا. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لِيُشاركنا مصاعب حياته، ورعاية الله له وسط المعاناة.

ومن أجل إجراء الحوار مع إبراهيم، ساعَدَنا الأب ريمون بو عاصي، خادم رعيتَي مار يوسف-مزرعة يشوع، والميلاد الإلهي للروم الملكيّين الكاثوليك-عوكر. فاستخدم بو عاصي لغة الإشارة الخاصّة بالأشخاص ذوي الإعاقة السمعيّة للتواصل معه ولنقل كلامه لنا.

جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم
جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم

صرخة وجع من قلب التحدّيات

ينطلق إبراهيم معبّرًا عمّا في داخله من صرخة وجع. فيقول: «من أصعب التحدِّيات التي أعرفها أو أواجهُها في حياتي هي الحوار مع أحد الأشخاص، محاولًا فهم ما يقوله لي». ويضيف أنّ بعد حديثه مع شخص ما «يحضر فجأة طرف آخر ليُخبرني أنّ ذلك الشخص كان يتحدّث عنّي بالسوء، و"أنَّني شخص غبيّ لا أفهم شيئًا"».

جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم
جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم

ويُضيف: «مشكلتي الأساسيّة في هذه الحياة عدم توفّر إمكانيّة التواصل مع الآخر. لذا، تُدْخِلُني هذه الصعوبات في كثير من المشكلات والمواجهات العنفيّة، لأنّني لا أفهم الكلام الذي يدور عنّي ومن حولي؛ فأحسّ عندئذٍ بأنَّني موضوع للسخرية لدى بعض الناس».

ويؤكّد جورج من قلب معاناته: «ألمس وجود الله في حياتي من خلال الأحداث التي أعيشُها. فالله يرعاني ويهتمّ بي، هكذا أشعر بحضوره».

جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم
جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم

دعائي إلى ربّي وخالقي

يكشف إبراهيم: «حين أعود إلى منزلي بعد كلّ يوم عمل، أرفع دعائي على الدوام إلى ربّي وخالقي. وأسأله أن يساعدني وسط كلّ ما أعانيه من صعوبات وتحدِّيات، خصوصًا أنّني أُجاهد لوحدي في دروب هذه الحياة، وليس لي معيل أو أحد يقدّم لي الدعم أو العون».

جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم
جورج إبراهيم في مشغل القشّ بالمدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ- بلدة بعبدا اللبنانيّة. مصدر الصورة: جورج إبراهيم

ويَختم: «أذهب باستمرار إلى الكنيسة، كي أرفع صلاتي لربّي، وأشكره على صحّتي، كما أشكره على قدرتي على المشي. إنّما تبقى في قلبي غصّة، بسبب فقداني نعمة السمع، فأتضرّع إلى الله كي يمدّني بالصبر ولا يتركني أبدًا وسط محنتي».

جورج الصامد على وجعه، لم يعد مجرّد شخص متألّم. فهو اليوم مدرسة نتعلّم منها الصلاة وقت المِحَن ورفع الشكران للربّ والصبر وتحمُّل صليب الألم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته