فقدَ بصره في شبابه فجعل صليبه منارة... غسان حنا يروي مسيرة إيمانه ونضاله

غسان حنا غسان حنا | مصدر الصورة: غسان حنا

فقدَ بصره في مطلع شبابه، فارتسمت أمامه طريق نضال على جبهات عدة: التعايش أوّلًا مع واقعه الأليم، ومن ثمّ التعايش مع مجتمع يتقصّد تهميشه لمجرد أنّه من ذوي الاحتياجات الخاصة. هو غسان حنا، شاب كفيف، حائز دكتوراه في العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة والدبلوماسيّة، ودراسات عليا في اللّاهوت والعلوم الكنسيّة، كما أنّه أستاذ جامعيّ وناشط اجتماعيّ.

بالتزامن مع اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة (اليوم 3 ديسمبر/كانون الأول)، يُطلّ حنّا عبر «آسي مينا»، ليشاركنا اختباره الحيّ مع الصليب وبحثه المستمرّ عن الأمل في زوايا المجتمع.

يقول حنا: «يتحدث بعضهم عن الإعاقة بأنّها بصريّة وسمعيّة... ولكننا في الحقيقة نكتشف أنّ هناك إعاقة أخرى، وهي مخفيّة نفسيّة غير ظاهرة، تعيق صاحبها من التقدّم.

بينما نحن أصحاب الإعاقة الظاهرة، قد تمكّن عدد كبير منّا، على الرغم من جميع الحواجز، من تحقيق الإنجازات، وأنا من بينهم. بذلك، نؤكّد أنّ الإعاقة الأكبر هي تلك التي تحدّ قدراتنا وتمنعنا من التطوّر وتحويل المحال إلى ممكن».

أمشي طريق جلجثتي بقوّة المسيح

تحدّث حنّا عن اختباره الإيماني: «لا يوجد صليب من دون يسوع ولا يسوع من دون صليب. فالربّ لم يَقُل لنا إنّه سيفرش لنا الدرب بالورود، بل قال: «من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (متى 16: 24).

وأضاف: «حين أحاول حمل صليبي بمفردي أقع تحت ثقله، ولكن حين أُسَلِّمُ ذاتي لربّي وأحمله بقوّة المسيح، أمشي طريق جلجثتي، وأنا أثق بأنّ يسوع يساعدني ويحمل صليبي معي، كي لا يعودَ ثقلُه فيَسْحَقُني. فمن المهمّ أن أفكر باستمرار وأنا أعانق أنوار الروح القدس، مؤكّدًا أنّ المسيح هو جوهر حياتي وعلّة وجودي».

 وتابع: «أنا لا أشهد على ذلك لأنّني ترعرعت في أسرة مسيحيّة. ففي مرحلة من حياتي عشتُ إيمانًا تقليديًّا موروثًا، حَفِظْتُه عن أهلي، ولكنّني اليوم أشهد لخبرتي الحيّة، وأنا أردّد مع القديس بولس: "حياتي هي المسيح" (فيلبي 1: 21). وهكذا يغدو صليبي بحضور مسيحي منارة أسحق بها كلّ ظلمة».

يكمل غسان حنّا مشواره مع الله، قائلًا: «في كلّ صباح أستيقظ مُتَذَكِّرًا عطايا ربّي في حياتي التي لا تحصى، وأجهل قيمتها في معظم الأوقات، فأشكره أوّلًا على نعمة الحياة، وأنّه أعطاني يومًا جديدًا لكي أُمَجدُه وأُكْمِل مشوار العمر معه. ومن ثمّ أشكره على ضعفي لأنّه يعلّمني كيف أتواضع وأتوب عن سقطتي وأعود إلى أحضانه وهو يفتح يديه لمعانقتي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته