البابا فرنسيس: القناعة لا تَنزع السعادة من حياة الإنسان

البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

نفى البابا فرنسيس صباح اليوم أن تكون القناعة سببًا لانتزاع السعادة من حياة الإنسان. وشدّد على أنّ القناعة تجعل الشخص يتذّوق «خيرات الحياة» بشكل أفضل. ورأى أنّ عيش السعادة بقناعة يُعطي فرحًا يُزهر في قلب الإنسان.

فقد أجرى الحبر الأعظم المقابلة العامّة الأسبوعيّة في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. وتابع سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل. وتوقّف عند فضيلة القناعة التي تشكّل مع الفطنة والعدل والقوّة الفضائل الإنسانيّة الرئيسيّة الأربع.

ارتباط القناعة بالعالم اليوناني

شرح الأب الأقدس أنّ ممارسة الفضائل تعود إلى العالم اليوناني القديم. وهي كانت تهدف، بحسب ذلك العصر، إلى عيش السعادة. وأضاف أنّ الفيلسوف أرسطو كتب عن الأخلاق في كتاب موجّه إلى ابنه نيكوماكو. فتساءل أرسطو عن سبب بحث الجميع عن السعادة، فيما قلّة تجدها.

ورأى الفيلسوف أنّ درب السعادة هو عيش الفضائل. وخصّص أرسطو شرحًا لفضيلة القناعة، التي تعني بالأصل اليوناني «السلطة على الذات»، على حد تعبير البابا.

ما هي فضيلة القناعة؟

فسّر فرنسيس أنّ القناعة تسهم في السيطرة على الذات وعدم الغوص في المشاعر المتمرّدة. وأشار إلى أنّ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة يعرّف القناعة بأنّها «الفضيلة الأخلاقيّة التي تكبح جماح شهوة الملذّات وتمنح الاتّزان في استعمال الخيرات المخلوقة. هي تؤمّن سيطرة الإرادة على الغرائز وتحفظ الرغبات في حدود الاستقامة» (رقم 1809).

وتابع الأب الأقدس، مقتبسًا من المقطع ذاته من التعليم، أنّ «الرجل القنوع يوجّه شهواته الحسّية نحو الخير، ويحافظ على اعتدال صحّي، ولا يتّبع أهواءه أو يسير في شهوات قلبه». ورأى أنّ القَنوع يتصرّف بحكمة في كلّ ظرف. وبينما يفتخر كثيرون بقول ما يفكّرون فيه، يفضّل القَنوع التفكير في ما يقوله. فالقَنوع لا يقدّم وعودًا فارغة بل يلتزم بما هو قادر على إيفائه.

كيف يعيش الشخص القنوع؟

أردف البابا أنّ اتّباع الغرائز بحرّية والاستسلام للملذّات يؤدّيان إلى الانغلاق على ذواتنا والعيش في حالة ضجر. فكثيرون ممّن أرادوا تجربة كلّ شيء بشراهة فقدوا طعم الأشياء.

ورأى الأب الأقدس أنّ القَنوع لا يسمح بأن يدمّر الغضب علاقاته، بخاصّة العلاقات العائليّة حيث يسمح الإنسان لذاته بالتكلّم من دون ضوابط. وأشار إلى أنّ السيطرة على الغضب لا تعني أنّ القَنوع دائم الهدوء ولا ينفعل أبدًا، ولكنّه إذا انفعل،فبحدود مناسبة.

واعتبر فرنسيس أنّ القَنوع يتمكّن في بعض الأحيان من الحفاظ في الوقت ذاته على التعبير عن المبادئ، وإعلان القِيَم غير القابلة للنقاش، وتفهُّم الآخر والتعاطف معه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته