البابا فرنسيس يفسّر فضيلة العدل ويدعو إلى وقف النار في غزّة

البابا فرنسيس صباح اليوم في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة بساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة بساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ الإنسان العادل بسيط وصريح، لا يرتدي أقنعة، بل يقدّم نفسه على ما هو عليه متحدّثًا بصدق. واعتبر أنّ على شفتَي العادل تتردّد غالبًا كلمة «شكرًا»، فهذا الأخير يعلم أنّه مهما عشنا الكَرَم نبقى مدينين للآخر، على حد تعبير الأب الأقدس.

أجرى الحبر الأعظم المقابلة العامة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة. وتابع سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل متوقفًا اليوم عند فضيلة العدل.

ما هي فضيلة العدل؟

شرح فرنسيس أنّ العدل هو إحدى الفضائل الرئيسيّة. واعتبره «الفضيلة الاجتماعية بامتياز». وذكّر بتعريف التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة بهذه الفضيلة: «إرادة ثابتة وراسخة لإعطاء الله والقريب ما يحقّ لهما» (رقم 1807). ورأى أنّها فضيلة تسعى إلى تنظيم العلاقات بين الأشخاص.

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّه يُرمَز للعدل بالميزان لأنّه يُعادِل الحسابات بين البشر. وأضاف أنّ هدف هذه الفضيلة معاملة كلّ إنسان بحسب كرامته. وزاد أنّ المعلّمين القدامى قد شرحوا بأنّها تترافق مع الإحسان والاحترام والامتنان والودّ والصدق. وشدّد على أنّ لا سلام من دون عدل.

من هو الإنسان العادل؟

توقف فرنسيس عند توصيفات عدة تُعطى للإنسان العادل منها: كونه يحترم القوانين، إذ يعلم بأنّها حواجز تحمي الناس العُزَّل من غطرسة الأقوياء. فالإنسان العادل لا يسعى إلى خيره الشخصي حصرًا بل إلى خير المجتمع بأسره.

ويبتعد العادل، بحسب البابا، عن التصرّفات الضارّة مثل شهادة الزور والاحتيال والربا والاستهزاء وخيانة الأمانة. وقال الحبر الأعظم إنّ العادلين يستقطبون النعمة والبركة على ذواتهم وعلى العالم الذي يعيشون فيه، وهم أناس عطاش وجياع إلى البرّ (متّى 5: 6).

نداء لغزّة وأوكرانيا

وجه البابا فرنسيس في نهاية المقابلة العامّة نداءً من أجل السلام في غزّة وأوكرانيا. فجدّد دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزّة وتأسّف للأخبار الحزينة الواردة من الشرق الأوسط.

وعبّر عن حزنه الشديد لمقتل متطوّعين في القطاع كانوا يوزّعون مساعدات إنسانيّة، مصلّيًّا من أجلهم ومن أجل عائلاتهم. وجدّد دعوته إلى إيصال المساعدات للمدنيين وإطلاق سراح الأسرى. وطَلَبَ وقف أيّ تصعيد غير مسؤول في منطقة الشرق الأوسط. وسأل الحاضرين الصلاة من أجل السلام.

وحمل الأب الأقدس بيدَيه مسبحة ورديّة وإنجيلًا يعودان إلى جنديّ أوكرانيّ يُدعى أليساندرو يبلغ من العمر 23 عامًا توفّي في الحرب. وقال إنّ أليساندرو سطّر في هذا الكتاب آيات المزمور 129: «من الأعماق صرخت إليكَ يا ربّ... يا ربّ استمع صوتي...». وطلب من المشاركين الصمت والتفكير بهذا المحارب وبغيره من الذين يقضون في هذه الحرب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته