كيف حمل القدّيس سابا صليب آلامه؟

القدّيس سابا الشهيد القدّيس سابا الشهيد | مصدر الصورة: I pinimg/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس سابا الشهيد في تواريخ مختلفة، منها 15 أبريل/نيسان من كلّ عام. قدّيس توِّجَ بإكليل المجد الأبديّ حبًّا بالمسيح.

ولِدَ سابا في القرن الرابع حينما كان اضطهاد المسيحيين شديدًا. تميّز بتواضعه وطاعته وفصاحة لسانه. وفي سنّ الشباب، اخترقت كلمة الربّ يسوع عمق كيانه، فاعتنق الديانة المسيحيّة، وسار وفق تعاليمها متسلِّقًا سلَّم الخلاص الأبدي. كما اشتهر بغيرته وأمانته في الدفاع عن إيمانه الحقّ بكلّ جرأة.

وحين بدأ عبدة الأوثان يجبرون المسيحيين على تناول الذبائح المقدّمة لآلهتهم، وقف سابا أمامهم، من دون خوف أو تردّد، صارخًا بأعلى صوته: «إنّ من يأكل من تلك الذبائح لا يُعَدُّ مسيحيًّا». حينئذٍ، تأثّر كثيرون من المسيحيين بما قاله، ولم يأكلوا من تلك الذبائح. فعرفوا مختلف أنواع التعذيب وأحقرها، إلّا أنّهم ظلّوا متجذّرين في محبّة المسيح، صابرين على مرارة أوجاعهم.

وبعد تلك المحطّة، اشتعلت نيران اضطهاد المسيحيين أكثر. ولمّا وصل الحكام الوثنيّون إلى قرية سابا، سألوا: «هل يوجد فيها مسيحيّون؟»، فتقدّم سابا منهم مجاهرًا بإيمانه المسيحي بكلّ ثقة وقوّة، وقال: «أنا مسيحيّ». فأمروه عندئذٍ، بأن يأكل من ذبائح الأوثان لكنّه رفض الانصياع لأوامرهم بشجاعة لا تُقهر.

وهكذا مشى طريق جلجثته، وعرف الإهانات وأبشع أساليب التعنيف. أمام تلك المعاناة، ظلّ سابا صامدًا، حاملًا صليبه بقوَّة المسيح وبفرح عميق، مؤكّدًا أنّه لا يركع إلّا للربّ يسوع. ومن ثمّ أخذوه إلى النهر وخنقوه، وبعدها ألقوه في الماء فتوّجَ بإكليل المجد الأبدي حبًّا بالمسيح، في النصف الثاني من القرن الرابع.

لِنُصَلِّ مع القديس سابا الشهيد في عيده، كي نتعلّم على مثاله، فنشهد لإيماننا المسيحي بكلّ جرأة وأمانة، ولا نهاب الموت حبًّا بالربّ يسوع، فله وحده نَرْكَعُ ونُهَلِّلُ إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته