كنيسة القيامة... قلب المسيحيّة في القدس

القبر المقدّس في كنيسة القيامة-القدس، الأراضي المقدسة القبر المقدّس في كنيسة القيامة-القدس، الأراضي المقدسة | مصدر الصورة: Pavel Cheskidov/Shutterstock

تقع كنيسة القيامة، المعروفة أيضًا باسم كنيسة القبر المقدّس، داخل أسوار البلدة القديمة في القدس. بُنيت فوق الجلجلة، المكان الذي يعتقد أنّ يسوع صُلب فيه. تُعدّ من أقدس الكنائس وأكثرها أهمّية في العالم المسيحي، إذ تضمّ المكان الذي دُفن فيه يسوع، واسمه القبر المقدّس.

تدير الكنيسة مجموعة من الرهبان من ستّ طوائف مسيحية هي: الروم الأرثوذكس والكاثوليك والأرمن والأقباط والسريان الأرثوذكس والإثيوبيون. وهناك أوقات مختلفة للصلاة، إذ جرى تقسيم أرض الكنيسة بدقة.

وللحفاظ على السلام وتجنّب النزاعات، كُلِّفت عائلتان مسلمتان بإدارة شؤون مفتاح الكنيسة. ويُعدّ قانون الوضع الراهن «الستاتيكو»، الذي أصدرته الدولة العثمانية عام 1852، مهمًّا لحفظ حقوق الطوائف المسيحية في القدس وتنظيم العلاقات بينها. يثبّت هذا القانون الحقوق الطائفية ويمنع تغيير الوضع القائم منذ ذلك التاريخ.

من قدّاس أحد الفصح 2024 في كنيسة القيامة-القدس، الأراضي المقدّسة. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس
من قدّاس أحد الفصح 2024 في كنيسة القيامة-القدس، الأراضي المقدّسة. مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

تاريخ الكنيسة

يمتدّ تاريخ كنيسة القيامة عبر العصور، ما يجعلها مكانًا مقدّسًا يجذب المسيحيين من جميع أنحاء العالم للتأمّل والصلاة.

بُنيت كنيسة القيامة للمرة الأولى عام 335 ميلادي على يد الإمبراطورة هيلانة، وهي والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين. وقد شُيِّدت فوق الجلجلة. وفي القرن الثاني عشر، أُعيد بناء الكنيسة بشكلها الحالي. وشهدت تجديدًا وتوسيعًا لتصبح مكانًا للعبادة والزيارة.

كنيسة القيامة-القدس، الأراضي المقدّسة. مصدر الصورة: MWPHOTOS55 /Shutterstock
كنيسة القيامة-القدس، الأراضي المقدّسة. مصدر الصورة: MWPHOTOS55 /Shutterstock

البحث عن الحقائق التاريخيّة للإنجيل

تستمرّ أعمال التنقيب والترميم في كنيسة القيامة، وقد دخلت مرحلتها الثانية بعد مرحلةٍ أولى تركّزت على البناء المحيط بالقبر المقدّس مباشرةً.

تُشرف على هذه الحفريات الطوائف الستّ. وقد كشفت الحفريات الأخيرة عن الدرجات الرخامية التي تؤدي إلى قبر المخلّص يسوع المسيح. وعُثِر أيضًا على عدد من العملات المعدنية التي يعود تاريخها إلى عهد الإمبراطور الروماني فلافيوس فالنس (364-378 ميلادي).

تشكّل هذه الحفريات فرصة لتعزيز معرفة المسيحيّين بالإنجيل وفهم السياق الذي عاش فيه يسوع جسديًّا. ويمكن أن يساعد علم الآثار في الوصول إلى سرّ الله الذي أصبح إنسانًا وأتى ليعيش في فضاء حقيقي في لحظة محددة من تاريخ العالم. وفضلًا عن ذلك، يُعدّ هذا العمل مناسبة للالتقاء والحوار بين الكنائس المسيحية المختلفة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته