«المسيح فصحنا الجديد» في فكر أفراهاط الحكيم

لوحة تجسّد قيامة يسوع المسيح من بين الأموات لوحة تجسّد قيامة يسوع المسيح من بين الأموات | مصدر الصورة: Elen_studio/Shutterstock

يضعنا أفراهاط الحكيم أمام مقارنات عدّة يشرح من خلالها الفرق بين الفصح اليهوديّ، ويسمّيه «القديم» وفصح المسيح «الجديد» كما يدعوه. ويشرح من خلالها كيف أنّه «هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة».

رأى أفراهاط أنّ اليهود يذكرون عبر الفصح خطاياهم زمنًا بعد زمنٍ، فيما نتذكّر صلب مخلّصنا وإهانته. وعن المرارة بين الفصحَين قال: «هؤلاء أكلوا الفصح على أعشاب مرّة، ومخلّصنا رذل كأس المرارة هذه وانتزع كلّ مرارة الشعوب حين ذاقها، ولم يرد أن يشرب».

وتابع: «بالفصح خرج هؤلاء من عبودية فرعون، ونحن في يوم الصَّلب نُخلَّص من عبودية الشيطان. هم ذبحوا حملًا من القطيع، وبدمه نجوا من المفسِد. ونحن بدم ابنٍ مختارٍ خُلِّصنا من أعمال الفساد التي عملناها».

ويواصل عاقِدًا مقارنةً بين موسى الذي كان لبني إسرائيل قائدًا، ويسوع الذي صار لنا هاديًا ومخلِّصًا إذ «شقّ لهم موسى البحر وأجازهم، وأما مخلِّصنا فشقَّ الجحيم وحطَّم أبوابها ودخل وفتحها. ورسم الطريق أمام كلّ الذين يؤمنون به».

واستطرد: «لهم وهب موسى المنّ ليأكلوا، و لنا وهب ربّنا جسده لنأكله. وهبهم موسى الماء من الصخرة، وأجرى لنا مخلِّصنا الماء الحيّ من صدره».

وفي مقابل وعد موسى لبني إسرائيل بأرض الكنعانيين «ميراثًا» وعدنا ربّنا بأرض الحياة «ملكًا»، وإزاء رفع موسى حيّةً نحاسيّة، يبقى الناظر إليها حيًّا رغم جرح الحيّة، فقد «علّق يسوع نفسه، وكلّ من يتطلَّع إليه ينجو من جرح الحية التي هي الشيطان» بحسب أفراهاط.

وأوضح الفرق بين «الزمنيّ» الذي صنعه موسى و«الأبديّ» الذي صنعه المسيح، شارحًا أنّ الأوّل «صنع لهم الخيمة الوقتية ليقدّموا فيها الذبائح والقرابين، فيطهروا من خطاياهم». فيما أقام يسوع خيمة داود التي سقطت، إذ قام كما سبق وقال لليهود: «انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه» وكان يقصد جسده القائم بعد ثلاثة أيام.

وأخيرًا، رأى أفراهاط في فصح المسيح الجدّة والأبديّة لأنّ يسوع «سمّى خيمتهم خيمة زمنيّة، لأنّها تخدم زمنًا قصيرًا، وسمّى خيمتنا هيكل الروح القدّوس الذي يدوم إلى الأبد».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته