لمن يُقرَّب القربان؟... شرح من الصوباويّ لسرّ الإفخارستيّا

كاهن يرفع القربان المقدّس في خلال ذبيحة إلهيّة كاهن يرفع القربان المقدّس في خلال ذبيحة إلهيّة | مصدر الصورة: Wideonet/Shutterstock

إذا تساءلنا: «لمن يُقرَّب القربان؟». يجيبنا أحد أبرز أعلام كنيسة المشرق عبديشوع الصوباوي مبيِّنًا أنّ «القربان خدمةٌ أو مراسم، يقدِّم فيها الوضعاء للعظماء عناصر مادّية على رجاء مغفرة الخطايا واستجابة الطلبات».

دأب الأقدمون على تقريب ذبائح الحيوانات وسكب دمائها قربانًا. أمّا نحن «فذبيحتنا هي وحيد الله الذي أخذ صورة العبد، وقرَّب ذاته ذبيحةً لأبيه لأجل حياة العالم» كما يخبر الصوباوي في كتابه «الجوهرة».

القربان والذبيحة

يشرح الصوباوي كيفيّة سكب يسوع دمه للعهد الجديد لمغفرة خطايا كثيرين. لذلك دعاه يوحنا «حمل الله الحامل خطايا العالم» مجسِّدًا محبّة الله للعالم ببذله ابنه الوحيد «الذي قدّم نفسه تقدِمةً حيّة وناطقة لأبيه، لأجل جميع المخلوقات، وصالَحَ العالم مع عزّته، وحقّق الخلاصة للملائكة والبشر».

ولا يمكن تكرار تقديم هذه الذبيحة العظيمة التي قرّبها يسوع ببذل ذاته على الصليب، بلا تغيير في كلّ مكان وزمان، ولدى كلّ واحد. لذلك الربّ «برحمته ورأفته وبحكمته السامية "في الليلة التي أسلِم فيها من أجل حياة العالم، أخذ خبزًا بيديه المقدّستَين الطاهرتَين، وبارك، وكسر، وأعطى تلاميذه قائلًا: هذا هو دمي للعهد الجديد الذي يهرق لأجل كثيرين، لمغفرة الخطايا. خذوا وكلوا من هذا الخبز كلّكم. واشربوا من هذه الكأس كلّكم. هكذا تفعلون كلّما اجتمعتم لذكري"»، بحسب شرح العلّامة.

اتّحاد بالمسيح

يفسّر الصوباوي: «يتحوّل، بوصية الربّ، الخبز إلى جسده المقدّس، والخمر إلى دمه الثمين، ليكون لمغفرة الخطايا والنقاء والنور والبرّ ورجاء القيامة العظيم من بين الأموات ووراثة الملكوت السماوي، والحياة الجديدة لكلّ من يتناوله، بإيمان راسخ».

ويوضح العلّامة أنّنا كلّما تقدّمنا من هذه الأسرار، نلتقي «المسيح» فيها ونحمله على أيدينا، ونقبله. ويؤكّد أنّنا «بتناولنا إيّاه، نتّحد به ومعه ويختلط جسده المقدّس بجسدنا ودمه الطاهر بدمنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته