علاقة الإكليروس السوريّ بالعلمانييّن... نموّ الوعي في ظلّ المسيرة السينودسيّة

الأب داني قريو الأب داني قريو | مصدر الصورة: اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرّسة في سوريا

كانت الكنائس الشرقية، ذات التراث السرياني بشكل خاصّ، سبّاقة تاريخيًّا بإشراك العلمانيين في حياتها اليوميّة. لكن مع تسلّم الإكليروس تباعًا أغلبية المسؤوليّات الكنسيّة، تقلّص دور العلمانيّين فيها.

ومع ذلك، تبقى الكنيسة شركة مواهب ودعوات متنوعة تكمل بعضها بعضًا. لذا، تزايد الوعي على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في سوريا في السنوات الأخيرة بضرورة إشراك العلماني المسيحي بفاعلية في النشاطات والقرارات. ويمكن ردّ ذلك إلى سببَيْن رئيسيَّيْن:

الأول، انتخاب أساقفة جدد للأبرشيات يؤمنون بأهمية دور العلماني. ومنهم رئيس أبرشية دمشق وتوابعها للسريان الكاثوليك يوحنا جهاد بطاح الذي يؤكد أنّ رسالة الرعاة لا يمكنها الوصول إلى ملء فاعليتها من دون مساهمة العلمانيين.

أما السبب الثاني، فيتمثل في المسيرة السينودسية الحالية للكنيسة الجامعة، «من أجل كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة». فقد عملت هذه المسيرة على نمو الوعي بين الإكليروس بدور المؤمنين الآخرين. وقد تجلّى ذلك في مشاركة علمانيَّيْن سوريَّيْن، سعد أنطي وعادل أبو لوح بصفتهما شاهدَيْن عن هذه المسيرة، كما في الأيام العالميّة للشبيبة المسيحيّة السوريّة صيف العام الماضي.

مساواة العلمانيّين والإكليروس

في حديث خاص إلى «آسي مينا»، أشار رئيس دير الآباء السالزيان في دمشق الأب داني قريو إلى أنّ «الكنيسة في مسيرة دائمة، والمسيرة تحتاج إلى الوقت». وزاد أنّ في «السينودس الحالي يتساوى العلماني مع رجل الدين، وهذه الفكرة تحتاج إلى فترة من الزمن كي تتقبّلها عقول المؤمنين والإكليروس».

وأضاف: «دور العلماني موجود دائمًا. وعلى الإكليروس إدراك أنّ العلماني فرد من الكنيسة، في مقابل ضرورة فهم العلماني أنّ الإكليروس لا يعيش في عالم آخر. فـ"نحن نسير مع بعضنا". وعندما تترسّخ هذه القناعة عند الطرفَيْن، تشعّ الكنيسة نورًا وتَظهَر ثمار العمل الكنسي في أجمل صورة».

عشرة الشبيبة

شدّد قريو على أهمية العلاقة الوثيقة بين الإكليروس والعلمانيّين. فأوضح: «الحياة عِشرة، وإن لم يعاشر المرء الآخر لن يتمكّن من معرفته. والأمر عينه ينطبق على الكنيسة. فقد يحصل تباعد أحيانًا». لذلك فإنّ اللقاءات بين الإكليروس والشبيبة، على سبيل المثال، توطِّد العلاقة بينهما. «فيصبح الكاهن واحدًا من الشبيبة، والشبيبة جزءًا من الكنيسة، التي عندما تشعر بالانتماء تعطي كلّ ما لديها وبهذا تنمو الكنيسة»، على حدّ تعبيره.

وختم قريو حديثه إلى «آسي مينا» متمنّيًا سير الجميع معًا نحو الطريق الصحيح. وأشار إلى أنّ الإكليروس وحده لا يستطيع فعل شيء، والعمل الجماعي يصنع المعجزات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته