الكنيسة والعلماني المشرقي… علاقة يرسم ملامحها سينودس الفاتيكان

ساحة القديس بطرس في الفاتيكان ساحة القديس بطرس في الفاتيكان | مصدر الصورة: Nattanan Zia/Shutterstock

مع اقتراب انطلاق الدورة الأولى من الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة بعنوان: «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة» في الفاتيكان الشهر المقبل، تبرز قضية ملحّة تحديدًا في الشرق المسيحي ألا وهي دور العلمانيين في الكنيسة وفي مجتمعات غير مستقرّة. 

في هذا الصدد، تحدثت «آسي مينا» إلى اثنين من المشاركين في السينودس بصفتهما شاهدَين عن المسيرة السينودسية، هما لينا طاشمان الأمينة العامة السابقة لشبيبة الروم الكاثوليك في الأردن، وعضوة لجنة رسالة الشبيبة الملكية البطريركية؛ وسعد أنطي، المدير التنفيذي لمركز مار آسيا الحكيم التابع لمطرانية السريان الكاثوليك في الحسكة، سوريا.

قالت طاشمان: «تعمّقتُ في الوثيقة القارية واخترت منها مواضيع تمثّل المسيحيين الأردنيين جميعًا، حيث شعرت بمدى أهمية أن يكون العلماني في الكنيسة (وهذا ينطبق على المرأة وفئة الشبيبة) على درجة عالية من الوعي برسالته والبحث عنها. فنحن أدوات كي يتمّ مشروع ربّنا الخلاصي على الأرض، فإذا لم يتحمّل كل شخص مسؤولياته، واقتصر دوره على الحضور إلى بيت الله للصلاة فسيكون هناك نقص ما». 

لينا طاشمان. مصدر الصورة: لينا طاشمان
لينا طاشمان. مصدر الصورة: لينا طاشمان

وأضافت: «ركّزتُ أيضًا على فكرة مساندة الكنيسة للفقراء والمهمشين واللاجئين وكيف يجب أن يكونوا ضمن رؤيتنا وخطط مشاريعنا، وعن سُبُل مساعدتهم. ولم أُغفل موضوع هجرة المسيحيين؛ فصحيح أنّ الأردن بلد آمن، لكنّ المشكلات والحروب المحيطة به تؤثر علينا، فجميعنا نعيش في منطقة واحدة هي بلاد الشام. وما أريد إيضاحه أنّ وسمنا بالأقلّية لا يصحّ لأننا الأصل، ومن الضروري الحفاظ على تاريخنا ومسيحيتنا هنا».

وختمت طاشمان مشيرةً إلى نوعين من العلاقة: الأول بين الكاهن والعلماني، إذ من المهمّ أن يكون تواصلهما مبنيًّا على المرافقة والتعاون وألا تكون هناك فجوة بينهما، فيعطى العلماني فرصة صناعة القرار؛ والثاني ذاك الذي يجمع الكنائس من خلال الحوار المسكوني، والمطلوب أن يكون حوارًا جادًّا وله انعكاساته الإيجابية على الأرض.  

بدوره روى أنطي قصة نزوحه إلى مدينة الحسكة منذ العام 2013 وخسارته منزله ومكتبه الهندسي هناك. وأكّد أنّ خدمته منذ نعومة أظفاره في الكنيسة الوحيدة في مدينته الأم «الشدّادة»، والتي كانت تحتضن قدّاسًا موحّدًا لـ13 طائفة مسيحية، رسّخت فيه مفهوم الشركة والمشاركة. وقد تعزَّز ذلك عبر عمله مدة عشر سنوات في الإغاثة والتنمية في شمالي شرق سوريا، فتمكّن من معرفة حاجات المسيحيين عن قرب ونقلها إلى السلطة الكنسية العليا.

سعد أنطي. مصدر الصورة: سعد أنطي
سعد أنطي. مصدر الصورة: سعد أنطي

وتابع: «أهم المشكلات التي تواجهنا فقدان السلام، وأزمة معيشية خانقة، وتصحّر ترافق مع قطع تام للمياه عنّا بأوامر تركية وما زال مستمرًّا منذ نحو سنة. ومن التحديات أيضًا الهجرة وتغيّر التركيبة السكانية، لذلك اتفقنا في جلسات تحضير السينودس السابقة على أن نكون مجهّزين بمن تبقى من مسيحيين للتصدي لمشكلات الوضع الراهن، بخاصّة أنّ الشباب المتحمس ينتظر من الكنيسة أن ترافقه ليكون أكثر التزامًا بكنيسته».

وختم أنطي مؤكّدًا أنّ السينودس كان أمرًا غريبًا ومبهمًا عند المؤمنين في البداية. فالكنيسة إلى وقت قريب ورغم ملامستها احتياجات الشعب والمؤمنين، لم تشاركهم في عملية اتخاذ القرارات، لذا يحمل هذا السينودس عنصرًا جديدًا بالنسبة إليهم ويثير فضول الجميع للمشاركة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته