التسبحة الروحيّة لمار آبا… رؤية عميقة للعلاقة مع الله

الصوم عن الخبز والماء لتقوية الروح الصوم عن الخبز والماء لتقوية الروح | مصدر الصورة: Mehes Daniel/Shutterstock

حفلت حياة البطريرك المُصلِح «مار آبا الكبير» (540-552) بالأعمال الجليلة، في مجالات التشريعات الكنسيّة والتعليم المسيحي والليتورجيا أيضًا.

وعلى الرغم من أنّ «عظمة مار آبا تتجلّى خصوصًا بالقوانين التي سنّها للكنيسة، وبالحلول التي قدّمها للمشكلات الكثيرة التي خلقها أسلافه الجثالقة» كما يورد الأب ألبير أبونا في كتابه «تاريخ الكنيسة السريانيّة الشرقيّة»، إلا أنّ دوره في ترتيب الطقوس، وإبداع التراتيل والتسابيح الروحيّة ذات المعاني الإيمانيّة العميقة، لا يقلّ شأنًا.

وفي سياق اهتمامه بليتورجيا كنيسة المشرق «ألَّف ترتيلة شجيَّة تُنشَد في أيام الصوم الكبير بعنوان: "ممجَّد أنت يا ربّنا… اللّهم المجد لك" الواردة في "الحوذرا" (كتاب صلوات الطقس الكلداني). وينسبها الأب ألبير أبونا في كتابه "أدب اللغة الآراميّة" إلى مار آبا»، بحسب بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو.

يشرح ساكو معاني «تسبِحة الصوم الكبير» الرائعة التي يراها «موجّهة إلى الله الآب الحنّان والرحوم. إنّه الربّ والخالق، لكنّه عظيم بمحبته ورحمته الواسعة». ويستطرد موضحًا أنّ المؤمن يعترف فيها بأنّ «الله هو "سبب وجودنا ونسمة حياتنا" ما يسمح له بأن يقف أمام سرّ الله مؤمنًا منذهلًا، وليس فيلسوفًا فاحصًا ومُحلِّلًا».

ويرى ساكو أنّ «العلاقة مع الله تتأسّس على الحبّ والانجذاب، وما على المؤمن إلا أن يبارك الله ويشكره ويسبِّحه ويسجد له، كما في التسبحة المُختَتمة برفع آيات السجود والتسبيح للآب والابن والروح القدس».

ولفهمٍ أعمق لمعاني هذه التسبحة نورد ترجمتها إلى العربيّة:

هللويا، هللويا، هللويا: المجد لك اللّهم، هللويا، يا ربّ ترحّم علينا.

مُمّجَّدٌ أنت يا ربّ، وبك يليق أن نُصعد المجد كلّ يوم، إلى أبد الأبدين آمين.

المجد للمسيح والاعتراف للذي فتح فمنا وأعطانا أن نهلّل بتسابيحه.

المجد للمسيح والاعتراف للذي فتح فمنا وأعطانا أن نزمّر بتسابيحه.

المجد للمسيح والاعتراف للذي فتح فمنا وأعطانا أن نسبِّح بتسابيحه.

إلى الآب والابن والروح القدس نُصعِد المجد إلى أبد الآبدين.

إلى الآب والابن والروح القدس نُصعِد المجد إلى أبد الآبدين.

إلى الآب والابن والروح القدس نُصعِد المجد إلى أبد الآبدين.

لا يتوقف فمنا عن الاعتراف لك، يا ربّ، جميع أيّام حياتنا بسبب نعمتك.

لا يتوقف فمنا عن تسبحتك، يا ربّ، جميع أيّام حياتنا بسبب نعمتك.

ارحم المائتين أيها الربّ الرحوم، تحنّن بنعمتك وترحَّم علينا، كي لا يقوى أمامك كلّ حيّ بأعماله، أنت يا ربّ أعدتنا من جميع الضلالات، لأنّك أنت الله وبك يليق المجد إلى أبد الأبدين آمين.

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته