جنّاز المسيح: لماذا يرش الكاهن الشعب بالطيب وليس فقط صمدة القبر؟

أيقونة مراثي المسيح – Provided by: smarthistory.org أيقونة مراثي المسيح – Provided by: smarthistory.org | أيقونة مراثي المسيح – Provided by: smarthistory.org

يحتفل الطقس البيزنطي بالأسبوع العظيم المُقدّس، أو أسبوع الآلام، برتَبٍ مُذهلةٍ للعقول ومنوّرةٍ للنفوس ومقويّةٍ للإيمان. في هذه الرتَب المقدّسة العديد من المعاني الروحيّة العميقة. هذه بعض النقاط من بحر المعاني التي يُطلقها هذا الطقس في الأسبوع العظيم.

 يا ربَ، لقد أهلّتَ اللصّ

في خدمة الآلام الخلاصيّة المقدّسة، التي تُقام يوم الخميس مساءً من الأسبوع العظيم المُقدّس، يُتلى على سبيل المثال: «يا ربَ، لقد أهلّتَ اللصّ للفردوسِ في اليومِ نفسِه. فأنِرني أنا أيضًا بِعُودِ صَليبِكَ وخَلِّصْني». تُذكّر هذه الصلاة بأنّ الخلاص هو اليوم والآن! فكما أهّل الربّ اللصّ في اليوم نفسه لتوبته، هو قادرٌ أن يؤهّلنا نحن أيضًا اليوم والآن للفردوس، إن تكلّمنا معه وهو مصلوبًا وسمحنا له أن يُعانق حياتنا المسكينة بيديه المبسوطتين على الصليب.

إنّ النعجة مريم

في مساء الخميس أيضًا، في خدمة الآلام الخلاصيّة المقدّسة عينها، يُكلّمنا الطقس البيزنطي ويسرد لنا أحداث الآلام فيُخبرنا عن حالة مريم العذراء. تعود الرتب، في عدّة محطّاتٍ خلال هذا الأسبوع، لتُخبرنا عن حديث يسوع ومريم. فتقول الصلاة على سبيل المثال: «إِنّ النعجة مريم، لـمَّا أَبصرت حمَلها مَسوقاً إلى الذبح، تبعتهُ صُحبةَ نسوةٍ أُخَر، مضطربةً وصارخةً هكذا: "إِلى أَين تنطلق يا ولدي، وعلامَ تسعى مسرعاً؟ أَلعلَّ في قانا عرساً آخر فتبادر الآن إليهِ لتحوّل لأَصحابه الماء خمراً؟ أَأَذهب معك أَم بالحري أَنتظرك؟ أَجبني بكلمة أَيّها الكلمة، ولا تجُز بي صامتاً، يا من حفظني عذراء. فأَنت ٱبني وإِلهي».

لا تنوحي عليّ يا أُمّي

يظهر في ألحان الطقس البيزنطي مجدٌ خاصٌّ في يوم الجمعة العظيمة. ففيه تُرنَّم ألحانٌ احتفاليّةٌ جدًّا تُمثّل ضخامة حدث موت يسوع على الصليب من أجلنا. ولا ينسى الطقس أن يُذكّر بأنّ موت المسيح يُشكّل ألمًا للمؤمن، لكن في الوقت عينه هو ليس سببًا للنوح اليائس بل للخشوع إيمانًا وتوبة. فيضع الطقس البيزنطي على شفاه يسوع المُتوجّه إلى مريم هذه الكلمات: «لا تَنوحِي عَلَيَّ يا أُمّي إذا شاهدتِني في قبرٍ، أنا ابنَكِ الذي حَمَلْتِهِ في أحشائِكِ بلا رَجُل. لأنِّي سأقومُ وأَتَمَجَّد وبما أنّي إلهٌ سأرفعُ وأُمَجِّدُ الذينَ بإيمانٍ وشَوْقٍ يُعظِّمُونَكِ بلا فُتُور».

حاملات الطيب جئن إلى قَبرِكَ

في يوم الجمعة العظيمة أيضًا، خلال رتبة جنّاز المسيح، وعند الوصول إلى تقريظة "حاملات الطيب" يأخُذ مُتقدّم الرتبة قُمقُمًا، فيهِ ماء الورد، ويرش به صمدة القبر والشعب والكنيسة. فصمدة القبر تُمثّل قبر المسيح الذي فيه وُضِعَ جسده المائت على الصليب. لكن لماذا يرش الكاهن الشعب أيضًا بالطيب وليس صمدة القبر فقط؟ ذلك لأنّ الشعب، بحسب لاهوت القدّيس بولس، هو جسد المسيح السريّ. الشعب الحاضر في الكنيسة هو جسد المسيح أيضًا. كلُّ واحدٍ من الشعب مات في معموديّته مع يسوع وقام معه، لهذا يليق تطييب الشعب مجتمعًا، جسد المسيح السرّي، كما طُيِّبَ جسد الملك. هذه بعض التقاريظ من رتبة جنّاز المسيح:

حاملات الطيب جئنَ إلى قَبرِكَ بطيبٍ يا مُخلّص.

حاملات الطيب أتَين القبرَ سحرًا ليَدفِقنَ طيوبًا.

المزيد

كامل الأجيال تُقدّمُ تسبيحًا لِدَفنِكَ يا مسيحي.

يا ربيعي العذب يا بني الحلو أين إختفى جمالك.

أيها الثالوث أب إبن روح إرحم جميع العالم.

(تستمر القصة أدناه)

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته