القدّيس توما الأكويني... بصمة خالدة في اللاهوت والفلسفة

القدّيس توما الأكويني القدّيس توما الأكويني | مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock

تُحيي الكنيسة الكاثوليكيّة تذكار القديس توما الأكويني في تواريخَ مختلفة، منها 3 مارس/آذار من كل عام. هو لاهوتي وفيلسوف، تميّز بتواضعه على الرغم من عبقريّته العلميّة وبلوغه أسمى المراتب.

أبصر توما النور في إيطاليا في الربع الأوّل من القرن الثالث عشر. بدأ دراسته في الخامسة من عمره في دير مونت كاسين الشهير للرهبان البنديكتيين، والتحق بعد تسع سنوات بجامعة نابولي لمتابعة دراسته. وكان البحث عن سرّ الله يحتلّ المساحة الأوسع من تفكيره منذ حداثته.

انضمّ توما إلى الرهبانيّة الدومينيكيّة عام 1244، على الرغم من معارضة عائلته الشديدة له. وبعدها تابع دراسته في كولونيا على يد القديس ألبرتوس الكبير. كما اشتهر بضخامة جسمه وكلامه القليل وتفكيره المستمر، فظنّ أصدقاؤه أنّه غليظ العقل، حتى دعوه «الثور الأبكم».

فقال لهم أحد أساتذتهم: «إنّ هذا الذي تدعونه ثورًا، ستسمع خواره الدنيا». بعدما أنهى توما دراسته، درَّس في جامعة باريس، وأصبح مديرًا للمدارس الدومينيكية في روما وفي تربو.

أدَّى فكر توما العميق إلى تطوير الدراسات اللاهوتيّة والفلسفيّة، فكانت لأعماله بصمتها الخالدة في اللاهوت المسيحي، وبخاصّة في الكنيسة الكاثوليكيّة. وعلى الرغم من عبقريّته العلميّة وبلوغه أسمى المراتب، ظلّ متواضعًا، ولا يبدأ أيّ عمل قبل الصلاة، قائلًا: «إنّني أحرزت بالصلاة من العلم أكثر ممّا أتممته بالدرس».

رقد بعطر القداسة في النصف الثاني من القرن الثالث عشر. وقد صنع الربّ يسوع على يده معجزات عظيمة. أعلنه البابا لاون الثالث عشر شفيعًا للمدارس الكاثوليكيّة، ولُقِّبَ بـ«المعلّم الملائكي وشمس المدارس».

لِنُردِّدُ مع القديس توما صلاته: «امنحني أن أستقرّ وأتّحد في نهاية حياتي، معك، الإله الحقيقي والوحيد. تعطّف أرجوك واقبل خاطئًا في وليمتك فائقة الوصف، حيث جلالك مع ابنك والروح القدس، النور الحقيقي، والشبع التام، والفرح الأبديّ والسعادة الكاملة، بربّنا يسوع المسيح نفسه، آمين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته