بين قانون العبادة وروحها... تأمّلٌ في فكر العبسي

العبسي يتحدّث إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها العبسي يتحدّث إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها | مصدر الصورة: بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك
العبسي يتحدّث إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها العبسي يتحدّث إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها | مصدر الصورة: بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك
العبسي يتحدّث إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها العبسي يتحدّث إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها | مصدر الصورة: بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك

منذ مئات السنين، تشهد الساحة الدينية وحتى المدنية نقاشًا حول الالتزام الحرفي والصارم بتشريع معيّن أو اللجوء أحيانًا إلى «روح القانون» لما فيه خير الإنسان. ألم يقل المسيح: «السبت إنما جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت»؟ (مر 2: 27).

عن هذا الموضوع وفي عمق زمن الصوم، تحدث بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي إلى إكليروس مدينة دمشق ورهبانها ومكرّسيها. وبما أنّ لا وجود لشريعة (بالمعنى اليهودي أو الإسلامي) في المسيحية، تناول العبسي «روح العبادة المسيحية» أي روح الصوم والصلاة والحج وغيرها من العبادات المسيحية.

بمعنى أشمل، تطرّق العبسي إلى الحياة الجديدة التي دعا إليها المسيح وتحدث عنها بولس، وهدفها أن يكون الإنسان كاملًا (كأبيه السماوي). وبيّن أنّ المسيح لم يكتفِ بحضّ الإنسان على الكمال، بل قدّم أمثلة سلوكية للوصول إلى تلك الغاية.

وكشف العبسي عن الوسيلة التي بواسطتها يمكن بلوغ ذلك الهدف؛ وتكمن في العمل بوصية المسيح «المحبة». وقدّم القديس بولس هو الآخر أمثلة عن تصرف المحبين أو الساعين إلى المحبة.

وأوضح العبسي: «انسجامًا مع الأمر بالكمال والوصية بالمحبّة لم يسنّ لنا المسيح ناموسًا على طريقة موسى ولا شريعةً على طريقة محمّد، شاملًا لجميع ميادين الحياة وملزِمًا بالحرف، بل علّمنا كيف نُحيي من الداخل، كيف "نُروحِن"، كيف نجعل كلّ عمل نضطلع به كاملًا بغض النظر عن إلزاميته من عدمها، بل بالنظر إلى بنيان أنفسنا والآخرين في السعي إلى الكمال».

وأشار إلى أنّ ما يفسّر موقف يسوع هذا أنه لم يأتِ ليؤسّس دينًا كما فعل غيره، بل جاء يعلن بشرى الخلاص للناس وبأنّه أبوهم المحبّ الذي يرغب في اتباع الإنسان له لا للشريعة، ليكونوا تلاميذة له لأنّه النور والطريق والحق والحياة.

وفي ختام حديثه، شرح العبسي معنى الصوم. لكنّه  أشار قبل ذلك إلى أنّ الدين يعدّ عنصرًا من عناصر الحضارة كونه يشكّل تعبيرًا عن الإيمان. وزاد: «لـمّا كان الدين المسيحي مؤسَّسًا على الإيمان بإله مُحبّ يدعو إلى المحبّة، في وسعنا وصفه بدين المحبّة ووصف الحضارة التي يُسهم في إنشائها أو يدعو إليها بأنّها حضارة المحبّة... والمسيحيّة هي أكثر من حضارة. إنّها حضور الروح القدس في العالم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته