هل تستوجب تحدّيات العصر بتوليّة الكاهن أم زواجه؟

الأب ديار سركيس يعطي زوجته وابنته القربان المقدّس في هولندا، 9 فبراير/شباط 2024 الأب ديار سركيس يعطي زوجته وابنته القربان المقدّس في هولندا، 9 فبراير/شباط 2024 | مصدر الصورة: البطريركيّة الكلدانيّة

قد تتأثّر الشؤون الكنسيّة بالطابع الرقميّ لعالمنا اليوم، فتتصدّر بعض القضايا محرّكات البحث ويصبح تساؤلٌ ما شائعًا أو رائجًا أو «ترند». وربما يكون أحد هذه التساؤلات حول الكهنوت بين الزواج والبتوليّة، والفرق في هذا الشأن بين الكنائس اللاتينيّة والكنائس ذات التقليد المشرقيّ.

سعى بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو، عبر مقالٍ نشره موقع البطريركيّة الكلدانيّة، إلى الإجابة عن تساؤلات مماثلة وُجّهت إليه في هذا الصدد، عقب رسامته أخيرًا كاهنَين متزوّجَين في بلجيكا وهولندا.

شرع ساكو بتأكيد إكمال المرتسمَين الدراسة اللاهوتية وحصولهما على تعليمٍ راعويّ رصين. وتابع معتبرًا الكهنوت «دعوة شخصيّة وقناعة إيمانيّة. فهناك أناس مدعوون إلى الكهنوت بالعزوبية وآخرون بالزواج».

وأشار إلى امتلاك الكاثوليك الشرقيّين تقاليد مختلفة عن الرومان (اللاتين) رغم كونهم كنيسة كاثوليكية ورسولية واحدة «ولسنا طبقتَين في الكنيسة»، واستدرك: «التقليد ليس أبديًّا».

وعدّ العزوبيّة نظامًا لا عقيدة إيمانيّة. واستطرد شارحًا نموذجَي الكهنة في الكنائس الشرقيّة «عازبين ومتزوّجين» باعتبارهما خيارَين مختلفَين «لا يتعارض أحدهما مع الآخر». وتساءل: «ما هي المشكلة؟ الزواج هو سرّ مقدس» و«العزوبية المكرَّسة موهبة تحظى بتقدير كبير».

واستعرض بعضًا من تاريخ الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكية التي كان فيها كهنة متزوِّجون حتى القرن التاسع، ومع «قدوم البابوات والأساقفة من الرهبان، جلبوا معهم نظامهم الرهباني والليتورجيا الديرية، فطغت على الليتورجيا الكاتدرائية وألغتها وغدَت صلاة الفرض رهبانية، حتى التجديد الذي أجراه المجمع الفاتيكاني الثاني 1962-1965».

وأوضح «تشارك الكنائس الشرقية: الأرثوذكسية والكاثوليكية في مواصلتها رسامة الكهنة المتبتّلين والمتزوجين على حدٍ سواء، يخدمون في وئامٍ لا يعكّره تنافس».

ومع تعاظم حاجة جميع الكنائس اليوم إلى كهنة، يقترح ساكو إعطاء الفرصة للأساقفة المحلّيين «لتمييز الحالات واتخاذ القرار الصحيح لرسامة أشخاص متزوّجين معَدّين جيدًا». فضلًا عن الإفادة من المواهب والمهارات والتخصّص لدى جميع الرجال والنساء الحاصلين على درجاتٍ علمية عالية في اللاهوت والليتورجيا والقانون الكنسي والراعويّ. إذ «لم تعد الثقافة المسيحيّة مقتصرة على رجال الدين».

وختم ساكو بالإشارة إلى فهم البابا فرنسيس واقع عالمنا المختلف عن الماضي والمجتمع المتغيِّر «لذلك دعا إلى عقد السينودس عن السينودسية في أكتوبر/تشرين الأول عامَي 2023 و2024». وعدّ التحديث أساس التقدّم، داعيًا إلى دراسة هذه المشكلة بجدية في المرحلة الثانية من السينودس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته