البارّ كونرادوس… عاش ناسكًا أربعين سنةً يَنشد التقوى والزهد

لوحة جداريّة في كنيسة دير ريلا-بلغاريا لوحة جداريّة في كنيسة دير ريلا-بلغاريا | مصدر الصورة: A_Lesik/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البار كونرادوس في 17 فبراير/شباط من كلّ عام. هو من أسرع وشَهِدَ للحقّ، فأنقذ فقيرًا مسكينًا من ذنب لم يصنعه، بل هو من فعله عن غير قصد.

كان كونرادوس رجلًا غنيًّا متزوجًا، يعيش في مدينة بلازنسا-إيطاليا. وفي أحد الأيّام، خرج للصيد وأشعل نارًا، فهبّ الهواء ما أدَّى إلى احتراق حقولٍ كثيرة. خاف كونرادوس ممّا حصل وحَزِنَ من كلّ أعماقه، إلّا أنّه لم يبُح بما حدث لأيّ مخلوق.

عندئذٍ، وقعت الشّبهَة على رجل فقير مسكين، فقبضت الحكومة عليه. ووقفَ أمام القاضي الذي حقَّق معه، مستعملًا أساليب التعذيب والضرب، فأُجْبِرَ ذلك المسكين تحت الضغط على الاعتراف بذنبٍ لم يصنعه أبدًا، وهكذا حكموا عليه بالإعدام.

ولمّا بلغ ما حصل كونرادوس، أسرع على الفور كي يشهد للحقّ ويُنقذ ذلك الرجل الفقير. فوقف أمام القاضي وأقرّ بما حدث معه وأدّى إلى إحراق تلك الحقول عن غير قصد، مبرّئًا المحكوم عليه. كما عبّر عن استعداده للتعويض عمّا أتلفته النيران. فأطلق حينئذٍ القاضي سبيل المتهم، وغرّم كونرادوس قيمة ما أتلفه الحريق.

وبعد تلك المحطّة من حياة كونرادوس، باع كلّ ما يملكه وبات فقيرًا. ثمّ قرّر مع زوجته التخلّي عن مجد هذا العالم الباطل، فتوجّهت هي إلى دير للراهبات. أمّا هو فعاش ناسكًا طوال أربعين سنةً، يَنشد حياة التقوى والزهد والتقشّف. وقد صنع الله على يده كثيرًا من الآيات المقدّسة. وأخيرًا انتقل كونرادوس لمعانقة فرح الحياة الأبديّة في العام 1351.

لِنُصَلِّ مع هذا القديس البارّ، كي نتعلّم كيف نحيا على مثاله، فنشهد للحقّ وقول الحقيقة في حياتنا وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته