القدّيسة سكولاستيكا… كيف استجاب الربّ لطلبها مع شقيقها؟

لوحة للقدّيسة سكولاستيكا لوحة للقدّيسة سكولاستيكا | مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة سكولاستيكا البتول في 10 فبراير/شباط من كلّ عام. هي من كرّست ذاتها بكلّيتها للربّ يسوع على مثال شقيقها القديس مبارك.

أبصرت سكولاستيكا البتول النور، في نورسيا-ولاية أومبريا الإيطالية، نحو العام 480. ترعرعت وسط أسرة ثريّة، لكنّها وعلى الرغم من ذلك، لم تهتم بكنوز هذا العالم بل اختارت ومنذ طفولتها السير في طريق العبادة الحقّ، مكرّسةً ذاتها بكلّيتها للربّ يسوع، على مثال شقيقها القديس مبارك. وقد اعتادَت هذه البتول أن تزورَ شقيقها مرّةً في السنة، كي تنال بركته وتتبادل معه الأحاديث الروحيّة.

وفي أحد الأيام، جاءت سكولاستيكا لزيارة شقيقها بحسب عادتها، فأمضت النهار معه في الصلاة وتسبيح الله وقراءة الكتب المقدّسة. ولمّا طال الحديث في الشؤون الروحيّة، وصار الوقت متأخّرًا، قالت سكولاستيكا لشقيقها: «أرجوك ألا تتركَني في هذه الليلة المقدّسة، بل حدِّثْني حتى الصباح عن أفراح الحياة الأبديّة». فأجابها القديس مبارك: «ماذا تقولين يا أختي؟ لا أستطيع البقاء خارج الدير».

عندئذٍ، ضمَّت سكولاستيكا يدَيْها، وصلَّت متضرِّعةً إلى الربّ القدير، كي يمنحها نعمة بقاء شقيقها معها في هذه الليلة، وما هي إلّا لحظات حتى انفجرَ غضب العواصف الرعديّة، فلم يتمكّن حينها مبارك الجليل وإخوتُه الذين حضروا معه من مغادرة المكان، وهكذا تحقّقت أمنية سكولاستيكا البتول.

وبعد مرور ثلاثة أيّام على ذلك اللقاء المجيد، وبينما كان القديس مبارك يصلّي، في 10 شباط/ فبراير نحو العام 547، رفع نظره نحو السماء، ورأى روح شقيقته القديسة وهي تخرج من جسدها بشكل حمامة بيضاء وتدخل الملكوت، فشكرَ الله القدير بالتسبيح والتهليل لرؤيّته هذا المجد العظيم.

ثمّ أرسل رهبانه ليُحضروا جسدها الطاهر، ويضعوه في القبر الذي أعدّه لنفسه. وهكذا تحقَّق هذا الأمر أيضًا: هما من كانا باستمرار متّحدَيْن في الربّ يسوع بالروح، لم يستطع حتى القبر التفريق بين جسدَيْهما.

فيا ربّ، علّمنا كيف نصلّي على مثال القديسة سكولاستيكا، بكلّ ثقة وإيمان برحمتك اللامتناهيّة، وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته