الطوباويّ البابا بيوس التاسع… كيف نال نعمة الشفاء من مرضه؟

فسيفساء للطوباويّ البابا بيوس التاسع على الواجهة الخارجيّة لبازيليك سيّدة الحبل بلا دنس، مزار سيّدة لورد-فرنسا فسيفساء للطوباويّ البابا بيوس التاسع على الواجهة الخارجيّة لبازيليك سيّدة الحبل بلا دنس، مزار سيّدة لورد-فرنسا | مصدر الصورة: Dan Shachar/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار الطوباوي البابا بيوس التاسع في 7 فبراير/شباط من كلّ عام. هو من عرف تحدّيات عدة في خلال حبريّته، لكنّه ظلّ متسلّحًا بإيمانه القويم ومواظبًا على عمله الروحيّ.

أبصر يوحنا ماريا ماستاي فيريتي النور في مقاطعة أنكونا الإيطاليّة عام 1792. أُجبر على التخلّي عن متابعة دراسته، بسبب إصابته بنوبات صرع مفاجئة ومتتالية نتيجة وقوعه في بحيرة، حين كان صغيرًا. وفي العام 1815، وبينما كان يوحنا في رحلة حجّ إلى مزار مريم العذراء في لوريتو، نال هناك وبشفاعتها نعمة الشفاء من مرضه. فتمكّن عندئذٍ من متابعة دراسته في الفلسفة واللاهوت في روما.

رُسِمَ يوحنا كاهنًا عام 1819، وأصبح رئيس أساقفة سبوليتو عندما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره. ثمّ نُقِلَ إلى أبرشيّة إيمولا، عام 1832، قبل تعيينه كاردينالًا. وبعدها انتُخِبَ حبرًا أعظم عام 1846، وكان له من العمر أربعة وخمسون عامًا، وحمل اسم بيوس التاسع.

وفي خلال حبريّته اعترضته تحدّيات عدة، منها الثورة التي اندلعت ضدّ الكنيسة. لكنّه ظلّ ثابتًا في إيمانه، مواظبًا على عمله الروحي، وكان يحضّ المؤمنين باستمرار على عيش التقوى والسجود للقربان المقدّس وعبادة قلب يسوع الأقدس وإكرام مريم العذراء.

عقد البابا بيوس التاسع المجمع الفاتيكاني الأوّل بهدف مواجهة الهرطقات التي انتشرت في زمانه، كما أقرّ عقيدة الحبل بلا دنس. وفي العام 1858، تجلّى اللقاء الأوّل بين هذا البابا والقديس دون بوسكو، فأحسّ حينها كلٌّ منهما بقداسة الآخر.

وقد منح البابا القديس دون بوسكو جميع التوجيهات في خلال تأسيسه الرهبنة السالسيّة. ووافق البابا على قانون هذه الرهبنة، ودستور جمعيّة بنات مريم أمّ المعونة، وقانون جمعيّة السالزيان. وفي 16 يونيو/حزيران عام 1875 كرّسَ كنيسة قلب يسوع الأقدس في روما التابعة للرهبانية السالسيّة.

رقد البابا بيوس التاسع بسلام في 7 فبراير/شباط عام 1878، ورفعه البابا القديس يوحنا بولس الثاني طوباويًّا في 3 سبتمبر/أيلول عام 2000.

فيا ربّ، علّمنا كيف نحيا نعمة الثبات في إيماننا وسط التحدّيات التي تعترض سبيلنا، على مثال هذا الطوباوي وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته