«تراب وإلى الترابِ تعود»... بدء زمن الصوم الكبير

اثنين الرماد، بدء الصوم الكبير اثنين الرماد، بدء الصوم الكبير | مصدر الصورة: Vetre/Shutterstock

تستعد الكنيسة للاحتفال بسرّ المسيح الفصحيّ: موته ودفنه وقيامته عبر الصوم الأربعيني الكبير. فيشرع زمن الصوم بالاحتفال برتبة تبريك الرماد.

تُوسَم جباه المؤمنين برماد أغصان زيتون أحد شعانين العام المنصرم، الممزوج بالزيت، على شكل صليب. وهي علامة توبة وتواضع ورغبة في العودة عن الخطيئة، وتذكير للإنسان بقول الربّ: «أَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».

غبار وتراب وطين

يُعيدنا الرماد الموضوع على الرأس إلى الأرض ويذكّرنا بأنّنا منها أتينا، وإليها سنعود. وفي هذا الصدد، شرح البابا فرنسيس في عظة القداس الإلهي بمناسبة أربعاء الرماد عام 2020 أنّ الرماد يذكّرنا بمراحل وجودنا من الغبار إلى الحياة. «نحن غبار وتراب وطين، لكن إذ جَبَلَنا الله بيديه أصبحنا شيئًا عجيبًا»، على حد تعبيره.

واسترسل البابا مبيِّنًا أنّ الصعوبات تجعلنا لا نرى سوى «أنّنا غبار!».  لكنّ الله يشجّعنا، فعلى الرغم من ضآلتنا «لكن لنا قيمة لامتناهية في عينيه (الله)». فقد «وُلِدنا لنكون أبناء الله» لذا نسأل ذواتنا: هل نؤمن بأنّ الله قادر على تحويل غبارنا إلى مجد؟

فكأبناءٍ لله نحن مدعوّون دائمًا للرجوع إليه. ويذكِّرنا الرماد الموضوع على الرأس بأنّنا تراب وإلى التراب نعود، ويعيد إلى أذهاننا أيضًا أنّ الله نفخ في ترابنا روح الحياة.

لنرجع إلى النار المُحيية

«لا يمكننا أن نعيش ونسعى وراء التراب، أي وراء الأشياء الموجودة اليوم وغدًا تزول»، بل نحن مدعوّون «لنرجع إلى الروح، واهب الحياة، إلى النار التي تحيي رمادنا، إلى تلك النار التي تعلّمنا أن نحب (...) لنرجع إلى الصلاة، إلى الروح القدس، ولنكتشف نار التسبيح التي تُحرِق رماد التشكّي والاستسلام»، بحسب عظة البابا في المناسبة عينها عام 2021.

تثبيت نظرنا في المصلوب

رأى البابا في عظة قداس أربعاء الرماد عام 2023 أنّ الزمن الأربعيني زمن مناسب لإحياء علاقتنا مع الله ومع الآخرين. «لكي ننفتح على الصلاة بصمت ونخرج من قلعة ذاتنا المغلقة. ونكسر قيود الفرديّة والانعزال ونكتشف من جديد، من خلال اللقاء والإصغاء إلى مَن يسير بجانبنا كلّ يوم، ونتعلّم من جديد أن نحبّه مثل أخٍ أو أُخت». وشدّد الأب الأقدس في الكلمة عينها على أنّ «الرماد يدعونا أيضًا إلى أن نرجع إلى الله وإلى إخوتنا».

وتابع داعيًا إلى عدم إهدار نعمة هذا الزمن المقدّس، بل «لِنثبّت نظرنا في المصلوب ولْنَسِر، ولْنُجِبْ بسخاء عن نداءات الزمن الأربعيني القوية. ففي نهاية الرحلة سنلتقي بفرح أكبر مع ربّ الحياة، سنلتقي به، هو الوحيد الذي سيجعلنا نقوم من رمادنا من جديد».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته