ماذا لو لم تحصل على شفاء جسديّ في لورد؟

حجّاج يضيئون الشموع في مزار سيّدة لورد، فرنسا حجّاج يضيئون الشموع في مزار سيّدة لورد، فرنسا | مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

أفاد أكثر من 7000 شخص بشفاء جسديّ بعد حجّهم إلى مزار سيدة لورد في فرنسا. ولكن ماذا عن الملايين الآخرين الذين يقصدون هذا المزار ويغادرونه من دون الحصول على معجزة الشفاء الجسدي؟

هي تمامًا حالة رجل يبلغ من العمر 54 عامًا جاء إلى لورد من إنجلترا. توقّع له الأطباء أن يعيش ثلاثة أشهر، فوصل إلى المزار المريمي مع زوجته وولدَيه في شهره الأخير. ولدى وصوله، قال للمتطوعين في المزار: «أريد أن أشفى. يجب أن أعيش!».

تمثال مريم العذراء في مزار سيّدة لورد، فرنسا. مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة
تمثال مريم العذراء في مزار سيّدة لورد، فرنسا. مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

سار المتطوعون مع الرجل وعائلته طوال رحلة الحج إلى لورد، وشجعوا عائلته على الصلاة في خلال زياح القربان المقدس والمكان المخصّص للتطهير عند ينبوع المياه، ودعوه إلى الاعتراف. اعترض في البداية قائلًا: «لكنّني لم أعترف منذ 25 سنة». ثمّ اقترب من القربان فامتلأ فرحًا، وأفاد: «أشعر بأنّني نظيف للغاية. أشعر بسعادة كبيرة».

وفي حلول اليوم الأخير من رحلة الحج، لاحظ المتطوعون أنّ الرجل تغيّر. فقد بدا أكثر هدوءًا. وأكّد أنّ صلاته تغيّرت من «أريد أن أشفى» إلى «لتكن مشيئتك». وأضاف: «الآن أنا مستعد للرحيل». بعد أسبوعين توفّي الرجل. وقالت زوجته إنّه كان سعيدًا جدًّا في الأسبوعَين الأخيرَين من حياته وظلّ يقول لجميع أصدقائه: «كانت لورد أعظم هدية تلقيتها في حياتي».

الزوجان جاي وأرونا بيرومال المتطوّعان في لورد، فرنسا. مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة
الزوجان جاي وأرونا بيرومال المتطوّعان في لورد، فرنسا. مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

روى جاي وأرونا بيرومال قصة الرجل، وهما زوجان كاثوليكيان من كندا متطوعان في لورد منذ أكثر من 20 سنة.

وقال جاي في حديث إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية: «يأتي كثيرون إلى لورد متوقّعين حدوث معجزات». وتابع: «نقول لهم دائمًا: إنّها عملية متكاملة. عليك أولًا أن تذهب وتطهّر نفسك من خلال الاعتراف. ثم تذهب وتصلي في المغارة. إذا استطعت، اصعد إلى الجبل لتصلي مراحل درب الصليب. بعدها اذهب للاستحمام واضعًا نفسك بين يدَي مريم العذراء».

ووجد الزوجان أنّ «كلّ من مرّ بهذه المراحل بشكل صحيح، ربّما لم يحصل على علاج جسديّ، ولكنّه حظي بعلاج عقليّ أو روحيّ».

أحد الحجّاج في مزار سيّدة لورد، فرنسا. مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة
أحد الحجّاج في مزار سيّدة لورد، فرنسا. مصدر الصورة: كورتني ماريس/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

تجدر الإشارة إلى أنّ مزار سيدة لورد يجذب أكثر من 5 ملايين زائر كلّ عام. وهو الموقع حيث شهدت القديسة برناديت سوبيرو 18 ظهورًا مريميًّا بدءًا من 11 فبراير/شباط 1858.

وصدّق أطباء اللجنة الطبية الدولية في لورد على 70 شفاء طبّيًّا، باعتبارها «غير مفسَّرة علميًّا». وكانت أحدث معجزة طبّية في لورد عام 2008 عندما شُفيت الأخت برناديت مورياو من الشلل التامّ الناتج من متلازمة ذيل الفرس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته