جلّوف: الرهبان أعادوا بناء البنية التحتيّة الروحيّة لمسيحيّي سوريا

لقطة جماعيّة من لقاء اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرَّسة في سوريا لقطة جماعيّة من لقاء اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرَّسة في سوريا | مصدر الصورة: الأب فراس لطفي

أكّد النائب الرسولي ومطران اللاتين في سوريا حنا جلوف أنّ «لكلّ شخص قصته الفريدة، والربّ يكشف دعوته له بسُبُل عدة وبأشكال متنوعة. لكنّ الأهم ما يتحرّك في قلب الإنسان، والتحوّل الذي يجري في قلبه يجعله مكرّسًا ومميزًا لصوت الربّ عن باقي الأصوات».

جاء ذلك في خلال ترؤسه القداس الإلهي أمس الأول الجمعة في دير مقام القديس بولس للآباء الفرنسيسكان في دمشق بمناسبة عيد دخول المسيح إلى الهيكل ولقاء اللجنة الأسقفية للحياة المكرسة في سوريا. حضر القداس السفير الفاتيكاني في البلاد الكاردينال ماريو زيناري.

وفي حديث خاصّ لـ«آسي مينا»، أوضح رئيس طائفة اللاتين في دمشق الأب فراس لطفي الفرنسيسكاني، «أنّ بعد القداس طُرح موضوع الحياة المكرّسة والدعوة إليها، وجمال الحياة الرهبانية وتحدياتها خصوصًا في ضوء الأزمة السورية؛ إذ أصبح المكرَّس والمكرَّسة في الخطوط الأمامية للعمل الإغاثي والمجتمعي، مع مواجهتهما خطر الاكتفاء بخدمة الناس ونسيان أولوية اللقاء مع الله».

وكشف لطفي الغاية من اللقاء المتمثِّلة في العمل على صياغة نظام داخلي للجنة الأسقفية للحياة المكرَّسة، يوافَق عليه داخليًّا، ومن ثم يُرفع إلى روما ليُعتمد من دائرة الحياة المكرَّسة في الفاتيكان. وسيتضمن مهام اللجان الفرعية وصلاحياتها وعددها، ويضيء على الروحانية والخصوصية والكاريزما الخاصّة بكل رهبنة حاضرة وفاعلة على الأراضي السورية.

وشدد لطفي على دور الكاردينال زيناري، عن طريق تثمينه رسالة الحياة الرهبانية خصوصًا في وقت الأزمة، وكذلك حضوره الدائم والكثيف للمؤتمرات التي تعقدها اللجنة، ودعمه للرهبانيات بجميع أطيافها. وتابع: «سيتجسد هذا الدعم في رفعه شخصيًّا النظام الداخلي إلى روما، أي أنه سيؤدي دور الوسيط بين الكنيسة المحلية والفاتيكان، كي يضاء على أهمية الحياة الرهبانية بحضن الكنيسة ودورها الأساسي والفعال في نشر البشرى وعيش الإنجيل».

لقطة من لقاء اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرَّسة في سوريا. مصدر الصورة: اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرَّسة في سوريا
لقطة من لقاء اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرَّسة في سوريا. مصدر الصورة: اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرَّسة في سوريا

من جهته، بيّن رئيس دير الآباء السالزيان في دمشق الأب داني قريو السالزياني لـ«آسي مينا» أنّ اللقاء تضمن انتخاب كلّ من الأب فراس لطفي والأخت ليديا عسّاف ممثلَين عن تجمع الحياة المكرَّسة في مجلس الأساقفة والبطاركة في سوريا ليكونا صوتًا للرهبان، وجسر تواصل فعّالًا لمزيد من التنسيق بشأن العمل الرسولي والإغاثي.

وأشار قريو إلى أهم ما جاء في عظة المطران جلّوف التي استهلها بالكشف عن موقف محافظ حلب المثمِّن لجهود المكرَّسين. وأكد أنهم «استطاعوا إيقاف الدولة السورية على قدميها في زمن الأزمة» في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية والخدمية وغيرها.

وأضاف: «ثمّن جلوف دور الرهبان كونهم أعادوا بناء البنية التحتية الروحية لجميع مسيحيي سوريا، كما قرأ عددًا من شهادات لرهبان سوريين بشأن معنى الحياة المكرَّسة ونظرتهم إليها».

وختم قريو بذكر قصتَين رواهما جلوف: «الأولى لطالب طبّ دخل الدير من دون موافقة أبيه المريض، وبعد فترة من المقاطعة حنّ الأب على ابنه وزاره، فرأى الرهبان كيف يرتبون وينظفون ويخدمون وكأنهم قلب واحد فبارك الأب ابنه. أما الثانية فهي عن فتاة جاءت إلى المطران لأخذ رأيه برغبتها في ترك الدير، بحكم أنّها دخلته سابقًا هربًا من بطش أبيها وأخيها، فنصحها بتركه لأنها ستُتعب نفسها ومن حولها وستشعر بأنها مقيَّدة؛ فالدعوة الرهبانية قرار حرّ والسعادة فيه عنصر أساسي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته