لقاء المكرّسين والمكرّسات في سوريا... تأمُّل الحياة الروحيّة والمهمّة الرسوليّة

من التحضيرات للقاء المكرّسين والمكرّسات في بلدة المشتاية-ريف حمص، وسوريا من التحضيرات للقاء المكرّسين والمكرّسات في بلدة المشتاية-ريف حمص، وسوريا | مصدر الصورة: اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرّسة في سوريا

لأنّ المكرّس هو علامة الله المضيئة في مختلف مجالات الحياة، والخميرة لنموّ مجتمع أكثر عدالة وأخوّة، تُنظم اللجنة الأسقفية للحياة المكرّسة في سوريا مساء اليوم الخميس لقاءً للمكرّسين والمكرّسات في بلدة المشتاية، ريف حمص. يمتدّ اللقاء على ثلاثة أيام، ويحمل عنوان: «كونوا في الرجاء فرحين، وفي الشدّة صابرين، وعلى الصلاة مواظبين» (رو 12:12).

وفي حديث لوكالة «آسي مينا»، أشار مسؤول اللجنة الأب ريمون جرجس إلى تحديات الحياة المكرّسة، مبيّنًا أنّ «المكرّس يعيش في زمن يشعر بأنه مستهدف بأسئلة وقضايا كثيرة ذات طبيعة مختلفة؛ من انحدار عدد الدعوات وهشاشتها، إلى عدم اليقين بشأن مستقبل الحياة الرهبانية والخوف من اختفائها».

وأضاف: «حالة الارتباك والاضطراب هذه تنجم عنها عواقب ليست راعوية وروحية فحسب بل أيضًا مؤسّسية واقتصادية واجتماعية. لكنها في الوقت نفسه تُذكّرنا بصياح الديك لإعلانه رحيل الليل وحلول الصباح. إنّ غروب الشمس يُنبئنا بشيء يموت، ولكنه ينبئنا أيضًا بشيء جديد يقترب وهو شروق الشمس».

ورأى جرجس أنّ للحياة المكرّسة مستقبلًا، شرط أن يتعلم المكرّس كيف يعيش في العالم وما هي الأهداف الرسولية الواجب اقتراحها، وذلك عن طريق «مراقبة علامات الأزمنة والأفق»، واليوم أصبحت هذه المهمة مدعومة بالتزام البابا فرنسيس بإصلاح الكنيسة.

وأردف: «يحلم البابا بكنيسة منطلقة ذات أبواب مفتوحة ومُرحِّبة، كمستشفى ميداني يحمل الإيمان للجميع ويتحرك نحو الضواحي الوجودية والجغرافية حيث يعيش الناس ويتألمون؛ كنيسة تفوح منها رائحة الخراف؛ كنيسة رحمة يكون فيها للفقراء الأتقياء مكان لاهوتي مميز. علينا أن نتبع يسوع الذي ليس له مكان يسند رأسه عليه، فالحياة الرهبانية ليست امتيازًا بل مغامرة مثيرة ومجازفة إنجيليّة منفتحة على عمل الروح القدس». 

وختم جرجس عبر «آسي مينا»: «إنّ الحياة المكرّسة، وكي يكون لديها ما تقوله للعالم، يجب أن تختار بشكل إيجابي البقاء في وسط العالم، متضامنةً معه، متواضعةً وبسيطةً، من دون الاستسلام لأشكال التشاؤم، مستجيبةً لدعوة المسيح القائل: كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضًا (يو 15:20)».

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا اللقاء هو الثاني للكنيسة الكاثوليكية في سوريا وقد جاء استجابةً لرغبة السفير البابوي في البلاد الكاردينال ماريو زيناري. ويتضمّن قداديس وصلوات وخبرات حياة وحلقات حوارية وست محاضرات منها ما يبحث في عنوان اللقاء، ومنها ما يسلط الضوء على مواضيع ذات صلة مثل الرجاء في الحياة المكرّسة وأبعادها الأنثروبولوجية، والمكرّس والمزامير، وديناميكية إدارة الأزمات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته