أساقفة شمال أفريقيا يدعون إلى الابتعاد عن روح الجدل والاهتمام بالتراث المسيحيّ

كاتدرائيّة القدّيس بطرس في الرباط-المغرب كاتدرائيّة القدّيس بطرس في الرباط-المغرب | مصدر الصورة: أبرشيّة الرباط اللاتينيّة الكاثوليكيّة/Khalid Talbi-Shutterstock

شكّلت متابعة المسيرة السينودسية، والتراث اللاهوتي والروحي لمسيحيي شمال أفريقيا، مع توجيهات الكرسي الرسولي الأخيرة بشأن قضية الزواج، أبرز القضايا التي ركّز عليها البيان الختامي لمجلس أساقفة شمال أفريقيا. وعقد المجلس اجتماعه في العاصمة المغربية الرباط بين 11 و15 يناير/كانون الثاني الجاري.

وأشار البيان المنشور يوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024 إلى تأمّل المشاركين (من خلال محاضرة ألقاها الأب ستيفان ديلافيل الفرنسيسكاني) في حياة ثلاثة كهنة سابقين في المغرب، تميزوا بمثابرتهم وعمق رسالتهم. كما ألقى الأساقفة نظرة عامة على أوضاع بلدانهم وأبرشياتهم في العام المنصرم وعلى التعليم الديني فيها.

وأوضح البيان تضامن كنائس شمال أفريقيا مع المتضررين من زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، وكذلك مع كنائس تركيا وسوريا، ومساندتهم ماليًّا بعد الزلزال المُدمّر. وذكّر البيان بمبادرة المجلس السابقة للصوم والصلاة من أجل السلام في الأراضي المقدسة، داعيًا إلى عدم الانقطاع عنها.

وبحسب البيان، فإنّ أعمال المجلس ركّزت على ثلاث نقاط أساسية. تتعلق الأولى بدعوة المجلس رعاياه إلى استكمال المسيرة السينودسية المنطلقة منذ العام 2021، وذلك اعتبارًا من أبريل/نيسان المقبل من خلال تقديم طروح جديدة، مع تعزيز أواصر العلاقة مع كنائس حوض البحر المتوسط.

وتمثّلت النقطة الثانية في متابعة عمل لجنة التفكير اللاهوتي ومواصلة مساهماتها في توفير الأدوات اللازمة لتغذية فكر المجتمعات المسيحية. وقد أُنشئت اللجنة العام الماضي بهدف إعداد دليل للتراث اللاهوتي والروحي لكنائس شمال أفريقيا.

أما النقطة الأخيرة فمتّصلة بالتوجيهات الجديدة الصادرة عن دائرة عقيدة الإيمان الفاتيكانيّة بالنسبة إلى حالات الزواج غير النظامية. وقد رأى المجلس أنّ ما صدر هو إعادة تأكيد واضحة لعقيدة الكنيسة في الزواج والأخلاق الجنسية، وتأكيد في الوقت عينه لنظرة الله الرحيم الذي لا حدود لمحبته ونعمته، الممنوحة منه إلى الجميع بلا تمييز.

وشدّد المجلس في هذا الصدد على ضرورة الابتعاد عن روح الجدل، وتنمية كلّ ما يساهم في تغذية شركة الكنيسة الجامعة ووحدتها.

أخيرًا، عبّر المجلس عن دعمه أبرشية طنجة في مبادرتها لفتح قضية تطويب الأب خوسيه ماريا ليرشوندي الفرنسيسكاني، المعروف بقداسته وكتاباته وأعماله الخيرية والثقافية والاجتماعية، ولكونه شكّل جسر تواصل بين المغاربة وبين العالمَين المسيحي والإسلامي.

تجدر الإشارة إلى أنّ المجلس يمثّل الكنائس المنتشرة في دول المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا. وقد تميز اجتماعه هذا العام بحضور سفير الفاتيكان الجديد في المغرب المطران ألفريد زويريب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته