البابا فرنسيس: الحياة الروحيّة تتطلّب قتالًا مستمرًّا

البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان | مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

أكّد البابا فرنسيس صباح اليوم، في مقابلة عامّة أجراها مع المؤمنين بقاعة بولس السادس-الفاتيكان، متابعًا سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل، أنّ الحياة الروحيّة للمسيحي ليست خالية من التحدّيات، بل تتطلّب قتالًا مستمرًّا.

تطرّق الأب الأقدس إلى قول يُنسب إلى أبي الرهبان القديس أنطونيوس الكبير: «إن أُزيلَت التجارب لن يُخلَّص أحد». فالقديسون ليسوا أشخاصًا لم يختبروا التجارب يومًا، بل هم من أدركوا أنّ الشر يظهر مرارًا وتكرارًا في حياتهم، ويجب أن يُكشف ويُقاوم، على حد تعبير فرنسيس.

وأضاف الحبر الأعظم أنّ الأشخاص الذين يبررون أنفسهم باستمرار ويعتقدون أنّهم بخير ويستهزئون ممّن يتقرّب من سرّ الاعتراف، يخاطرون بالعيش في الظلمات. فهؤلاء قد اعتادوا على الظلمة ولم يعرفوا التمييز بين الخير والشر بعد، على حد قوله.

واقتبس فرنسيس من اسحق النينوي قوله: «من يعترف بخطيئته في الكنيسة ويبكي عليها، أعظم ممّن يقيم الموتى». ورأى البابا أنّ على الجميع طلب نعمة معرفة الذات كخاطئ مسكين بحاجة إلى الاهتداء. 

ثمّ تناول الأب الأقدس قصّة معموديّة المسيح في نهر الأردن. فأوضح أنّ يسوع نفسه خضع لهذا الطقس تعبيرًا عن تضامنه مع البشر، ثمّ انطلق إلى الصحراء، حيث واجه تجارب الشيطان. وسأل فرنسيس: «لمَ كان يجب على ابن الله أن يعرف التجارب هو أيضًا؟». فشرح أنّ يسوع أظهر بذلك تضامنه مع طبيعتنا البشرية الهشة، وما مرّ به في الصحراء وانتصر عليه تعليم عظيم أسلمه إلينا.

وفي ختام كلمته، شرح البابا أنّ الحزن يقاوم الفرح الحقيقي للروح، وقسوة القلب ترفض الرحمة. ودعا إلى التأمّل في الرذائل والفضائل. وشدّد على أنّ الإنسان، على الرغم من امتلائه ببعض الغرائز، يختلف عن جميع المخلوقات الأخرى في إمكانيته تخطّي ذاته وفتح قلبه لله والسير نحو القداسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته