كيف احتفل طقس الكنيسة المشرقيّة بميلاد المخلّص؟

مذبح كاتدرائيّة مار يوسف أربيل-العراق مذبح كاتدرائيّة مار يوسف أربيل-العراق | مصدر الصورة: صفحة «كاتدرائية مار يوسف عنكاوا» في فيسبوك

يخبرنا كتاب صلوات كنيسة المشرق على مدار السنة الليتورجية، الحوذرا، بأنّ هذه الكنيسة تحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأول، أسوةً بالكنائس الكاثوليكية. وتخصّص الليتورجيا لهذا العيد صلوات ونصوصًا مميّزة.

فأيًّا يكن اليوم الذي يقع فيه العيد، تُغلَّب صلوات العيد الطقسيّة على الفرض اليومي، كما أفاد الأب سافيو حندولا، خادم رعية كاتدرائية مار يوسف الكلدانية في عنكاوا-أربيل، عبر «آسي مينا».

وأوضح حندولا أنّ «الطقس المشرقي غني بالصلوات والتراتيل المتماهية مع صلوات عيد الدنح (الإشراق) الناشئ في الشرق. فجاءت تراتيل الرمش (صلاة المساء) للميلاد والدنح في الترتيب نفسه. فيما يُحتفَل في خلال قداس الدنح بالأنافورا الثالثة المخصّصة للأعياد الكبيرة».

الأب سافيو حندولا. مصدر الصورة: الأب سافيو حندولا
الأب سافيو حندولا. مصدر الصورة: الأب سافيو حندولا

وأشار إلى أنّ «صلوات زمن البشارة والميلاد مأخوذة عن أشعار لملافنة الكنيسة مثل: أفرام ونرساي وباباي الكبير وسواهم. فهم أبدعوا في شرح سرّ التجسّد، إذ به صار لنا الخلاص بدافع حب الله لنا». 

فتقول إحدى أجمل صلوات رمش الميلاد، المُمَجِّدة لعظمة ميلاد الكلمة المتجسِّد: «لك أيّها المولود الممجَّد الذي وُلِد وخَلَّص جنسنا من سلطان الموت، وأنار قلوبنا بنور معرفته البهيّ، وعلَّمنا أن نعرفه وحده لعظمة ميلاده، وأهَّلَنا مع المجوس والرعاة الذين أتوا للسجود له، أن نُزَيِّح بالألحان والتسبحات، عيد مولده، وعَلّمنا لنعرفه، وبِه نؤمن، فهو ضابط الكلّ، ويصنع كلّ علامة بإرادته، نَتضرّع ونسأل ونطلب منك: اقبل منَّا الصلوات المرسلة أمام عرش ربوبيّتك، وأهِّلنا لنقف أمامك بقلب طاهر، لنخدمك ونزيّح أعياد تدبيرك، يا ضابط الكلّ: الآب والابن والروح القدس. آمين».

وبيّن حندولا أنّ صلوات الميلاد وتراتيله تقتبس معانيها من الإنجيل المقدس وتشدِّد على أنّ ولادة يسوع مَنَحَت البشرية الأمن والسلام. ومن خلالها، أشرق النور على الجالسين في الظلمة. لذا تعلِن: «للمولود العجيب الذي وُلد لنا، نسبّح جميعنا. فبه أشرق النور الحقيقي على من كانوا جالسين في الظلمة. ومن أجل هذا نرنِّم ونقول مع جموع العلويّين: المجد لله في الأعالي، وسلام وأمان على الأرض، ورجاء صالح لبني البشر. ففي ملء الأزمنة، ظهر بالجسد من جنسنا، وعَلَّمنا أن نعترف به وحده، خالق كلّ شيء».

وإذ تكثر في تراتيل الميلاد اقتباسات من محاورات أفرام الشعرية العميقة المعنى، ختم حندولا حديثه إلى «آسي مينا» بإحداها قائلًا: «الخليقة حبلت من جديد، فولدت المسيح جسديًّا. ولكنّ الخليقة وُلِدت من جديد لأنّ المسيح وُلِد فيها روحيًّا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته