كيف فسّرت إديت شتاين دور المرأة؟

أيقونة القدّيسة تريزا بنديكتا للصليب أيقونة القدّيسة تريزا بنديكتا للصليب | مصدر الصورة: صفحة «The Carmelite Spirit» في فيسبوك

«لمَ لا يمكن أن تصير المرأة كالرجل؟»، سؤال شهير مثير للجدل طُرِحَ في الدراما الرومنسية الكوميدية «سيّدتي الجميلة». لكن لسوء الحظ، قلّما استطاعت الحركات النسوية الإجابة عن هذا السؤال. إذ نفت وجود خصائص فطرية تميّز بين الجنسَيْن.

فقد ادّعت الفيلسوفة الملحدة، سيمون دي بوفوار: «لا تولد المرأة امرأة، وإنّما تصبح كذلك». وفي محاولة للمساواة بين الرجل والمرأة، ارتكبت الحركات النسوية أخطاء فادحة، فاستخدمت نمط الرجال مرجعًا لأفكارها، خصوصًا بافتراضها أنّ عمل المرأة التقليدي أدنى شأنًا من عمل الرجال. ورأت أنّ النساء حرّات بإقامة علاقات عابرة كالرجال. لكن لحسن الحظ، أعاد كتّاب كاثوليك، على غرار إديت شتاين، دور الله المحوريّ في حياة المرأة.

محور فلسفة إديت شتاين

وُلِدَت إديت عام 1891 من عائلة يهودية. نالت شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وهو مجال احتكره الرجال في ثلاثينيات القرن الفائت. ثمّ انتقلت إلى الحياة الرهبانية، وسُمِّيَت الأخت تريزا بنديكتا للصليب.

تمحورت فلسفتها حول خلق الله للإنسان على صورته كمثاله في سفر التكوين (1: 27). فاعتبرت أنّ هناك مميزات فطرية أعطاها الله للرجل والمرأة. وأوضحت الفيلسوفة الألمانية أنّ دعوة المرأة الطبيعية هي أن تصبح زوجةً وأمًّا. وأضافت: «سمّى آدم امرأته، حوّاء، أي أمّ جميع الأحياء». فالمرأة تمتلك البنية الجسدية والعاطفية المناسبة للحمل وتربية الأطفال.

مريم الزوجة والأمّ المثاليّة

أشارت شتاين إلى مريم العذراء الزوجة والأمّ المثالية، و«أَمَة الربّ» في السراء والضراء. إذ وثقت بيوسف تمام الثقة، فاعتبرته حاميها ومرشدها الموهوب لها من الله.

وفيما تستهين الحركات النسوية بالأمومة، أشادت بها شتاين. فاعتبرت أنّ «الشوق إلى الأمومة طبيعيّ» في غريزة المرأة «لتحنّ وتحمي وتحرس وتُغذّي». وقالت: «حتى النساء اللواتي لم ينجبنَ يعبّرنَ عن هذا الطابع المُحبّ في الأمومة الروحية».

للمرأة أن تمتهن ما تشاء

مع ذلك، لم تحصر شتاين دور كلّ امرأة في الأمومة. إذ إنّ لكلّ امرأة مواهب خاصة من الله تقودها إلى وظائف أخرى. فكتبت الفيلسوفة عن إمكان النساء امتهان ما شئنَ من الوظائف، حتّى لو أنّ طبيعتهنّ تناسب أعمالًا مثل التعليم والتمريض والعمل الاجتماعي.

وإدراكًا منها لصعوبة التوازن بين عمل المرأة وحياتها، قدّمت شتاين حلًّا يركّز على المسيح. ولاحظت أنّ بعض النساء يضطلعنَ بأدوار متعددة بفرح وسلام من خلال نعمة الله. وتابعت: «فقط، عبر علاقة يومية مع الربّ»، من خلال الإفخارستيا، يمكن للمرء أن «يمتلك قلبًا منفتحًا على احتياجات الآخرين ورغباتهم».

طبيعة النساء جميلة 

بالإجابة عن السؤال «لِمَ لا يمكن أن تتشبّه المرأة بالرجل؟»، قالت: «لا ينبغي للنساء محاولة تغيير طبيعتهنّ الجميلة الموهوبة من الله». فأعطت شتاين الأمل رغم صراعات العالم العلماني، مؤكّدةً أنّ الثقة القويمة بالله تُخفّف البلاء الدنيوي.

انطفأت شمعة الأخت تريزا بنديكتا للصليب بنهاية مأسويّة. فقد خطفها النازيون من ديرها وأرسلوها إلى مخيّم الاعتقال أوشفيتس عام 1942. هناك، شهدت على آلام الأمهات والأطفال قبل أن تُقتل. وفي العام 1998، أُعلِنَت قداسة تريزا بنديكتا للصليب.

 تُرجِمَ هذا المقال عن السجلّ الوطني الكاثوليكي، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته