جدل حول مباركة الكنيسة للمثليّين... وردة يعلّق على القرار

رئيس أساقفة أربيل للكلدان المطران بشار متي وردة رئيس أساقفة أربيل للكلدان المطران بشار متي وردة | المصدر: صفحة «إيبارشية أربيل الكلدانية» في فيسبوك

شهد الإعلان الأخير لدائرة عقيدة الإيمان الفاتيكانية عن مباركة الأزواج المثليين، تفسيرات متباينة وجدلًا واسعًا في الأوساط المسيحية وغير المسيحية العربية. فانهمرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ساخرة أو رافضة أو مؤيدة.

فقد سمح الفاتيكان للكهنة بأن يمنحوا بركة عفويّة، غير ليتورجية، للأزواج المثليين وللمتزوجين للمرّة الثانية مدنيًّا من دون بطلان زيجاتهم الأولى كنسيًّا، كما للأزواج في «الحالات الأخرى غير النظامية». ووسط النقاشات الإلكترونية، أغفل كثيرون نقاطًا أساسية ومهمة جدًّا في التوجيهات، ما سبب ارتباكًا بين المؤمنين.

وللوقوف عند بعض النقاط الأساسية وتوضيح هذا الموضوع، أجرت «آسي مينا» حديثًا خاصًّا مع رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية المطران بشار متي وردة. فأكّد المطران استقامة إيمان الكنيسة بسرّ الزواج ووضوحه، إذ يُعلن الجمع بين الرجل والمرأة فقط. وأشار إلى أنّ استخدام مصطلح «الارتباط» في الإعلان الفاتيكاني الأخير يأتي في سياق العلاقة بين شخصين من الجنس نفسه وهو ليس «زواجًا».

وفسّر وردة أنّ «الزواج يُحتفل به في طقوس كنسية مُصادَق عليها من قبل السلطة الكنسية». فمن وجهة نظر الليتورجيا، «تتطلّب البركة أن يكون ما يُبارَك متوافقًا مع إرادة الله، كما تفسّر تعاليم الكنيسة».

وأردف: «لطالما اعتبرت الكنيسة العلاقات الجنسية ضمن إطار الزواج هي وحدها المشروعة أخلاقيًّا. فالكنيسة لا تمتلك السلطة لمنح بركتها الليتورجية عندما يمكن أن يشكّل ذلك بطريقة ما نوعًا من التشريع الأخلاقي لاتحاد يُفترض أن يكون زواجًا».

وأشار المطران إلى أنه لا يمكن إعداد بركة أو صلاة طقسية للأزواج المثليين. وأوضح أنّ المثليين لا يُمنَحون بذلك قونَنَة حالتهم، بل يتضرعون طالبين معونة الله ورحمته معترفين بخطئهم. وفي السياق عينه، استرجع وردة قول البابا فرنسيس «عندما يطلب المرء بركة، يلتمس مساعدة الله، ويتوسل العيش بشكل أفضل، ويثق بأبٍ يمكنه المساعدة على العيش بشكل أفضل».

وفي ما يتعلق بطبيعة البركة التي يمكن إعطاؤها للمثليين، شرح وردة أن ليست لها هيكلية أو شكل قانوني، ما يجعل الأمر متروكًا لفطنة الكاهن. ولا ينبغي أن تُمنَح بالتزامن مع مراسم الارتباط المدني. ولا يمكن أداؤها ضمن احتفال خاص يرتدي فيه المرتبطان ملابس الزواج، أو أن تكون هناك إيماءات أو كلمات تخص الزواج المُعتَرَف به من الكنيسة.

وفي ختام حديثه إلى «آسي مينا»، أشار وردة إلى أنّ الوثيقة المنشورة واضحة حول عدم التشجيع على مباركة الأزواج في وضع غير نظامي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته